أرقام كارثية تهدد تركيا.. 15 مليون مدمن وسن التعاطي يهبط إلى “مرحلة الطفولة”

حسام حفني
دقت تقارير حقوقية ودولية ناقوس الخطر في تركيا، كاشفة عن تفاقم مرعب في ظاهرة إدمان المخدرات، بعد أن قفزت أعداد المتعاطين إلى مستويات قياسية، وسط تحذيرات من انهيار وشيك في البنية الاجتماعية والصحية للبلاد.
وقد كشف الاتحاد العالمي لمكافحة المخدرات في أحدث بياناته لعام 2025، أن عدد مدمني المخدرات في تركيا شهد طفرة غير مسبوقة؛ فبعد أن تجاوز العدد 10 ملايين مدمن في عام 2024، اقترب الرقم في العام الحالي من حاجز 15 مليون شخص. وتعني هذه الأرقام أن نسبة كبيرة من المجتمع التركي باتت تحت وطأة الإدمان، مما يضع ضغوطاً هائلة على مراكز التأهيل والمؤسسات الأمنية.
أما النقطة الأكثر إثارة للقلق في التقرير تمثلت في انخفاض سن التعاطي؛ حيث أشارت البيانات إلى أن المواد المخدرة بدأت تتسلل إلى فئات عمرية صغيرة جداً، واصلة إلى مرحلة الطفولة. وأوضح خبراء اجتماعيون أن سهولة الوصول إلى المواد المخدرة الاصطناعية (مثل “الميثامفيتامين”) رخيصة الثمن ساهمت في استهداف المدارس والمناطق الشعبية بشكل مباشر.
ولقد أرجع مراقبون هذا الانتشار المخيف إلى عدة عوامل، أبرزها الموقع الجغرافي: وقوع تركيا على خطوط تهريب المخدرات الدولية بين آسيا وأوروبا.
وكذلك الضغوط المعيشية التي دفعت ببعض الفئات الهشة نحو الإدمان أو العمل في الترويج وظهور أنواع جديدة من السموم يصعب تعقبها والسيطرة عليها أمنياً في بدايتها.
كما طالبت منظمات المجتمع المدني في تركيا بضرورة إعلان “حالة طوارئ اجتماعية” لمواجهة هذا الغزو، داعية الحكومة إلى تشديد الرقابة الحدودية وإطلاق حملات توعية وطنية شاملة تستهدف المدارس وأولياء الأمور. كما شدد حقوقيون على أن الاكتفاء بالملاحقة الأمنية لم يعد كافياً، بل يتطلب الأمر استراتيجية صحية ونفسية طويلة الأمد لإنقاذ الجيل القادم






