حاتم عبدالهادي السيد عضو اتحاد كتاب مصر يرصد قضية الصحراء المغربية …الصراع بين إسبانيا والمغرب والجزائر وموريتانيا
لقد كانت فكرة التناوب والاصلاح واشراك جميع القوى الوطنية في مسألة استعادة الصحراء المغربية فكرة حصيفة للقضاء على مؤامرات الإسبان لفصل الصحراء عن المغرب، وجعلها تحت وصايتها . فقصية الصحراء قضية قديمة، والأطماع فيها ممتدة عبر التاريخ وهذا يحيلنا إلي موضوعة الصحراء ومشكلاتها، ويحيلنا إلي السؤال الذي أرق االعالم : لماذا اتجه المغرب منذ بداية الاستقلال إلى المطالبة بموريتانيا التي استقلت عنه ً، ولم يتجه أولاً إلى تحرير المناطق الجنوبية التي تفصله عنها في : إبفني، طرفاية، طنطان، منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب ، لقد كانت أراضي المملكة المغربية تمتد إلى ما وراء نهر السنغال وكان السنغاليون مرتبطين بالمغرب بروابط دينية وسياسية وعاطفية، وبالبيعة والخطبة في المساجد والدعاء باسم ملك المغرب . ولما استقلت فرنسا عن المغرب جاءت موريتانيا تعلن البيعة ،وتجدد الولاء للمغرب من جديد . ورغم دعوة الجنرال ديغول الفرنسي للأقطار الإفريقية لفكرة الاستفتاء لتقرر الدول مصيرها ، هَبًّ المغرب يطالب رسميا ودولياً بموريتانيا بوصفها أرضاً مغربية، لا ينطبق عليها ما ينطبق على المستعمرات الفرنسية . وكان على حزب النهضة المغربي أن يبدأ المعركة مع فرنسا . وكوّن المغرب جيش التحرير لطرد الفرنسيين ،لكن فرنسا استمالت إسبانيا إلى جانبها، واصطدمت مع المغاربة ، ثم قامتا معاً بقصف الصحراء بالطائرات والمدافع واستمالة بعض القبائل في حرب المغاربة ـ فيما أطلق عليه معركة ” إيموفيون : – المكنسة ـ والتي انتهت بهزيمة جيش التحرير المغربي . كما تم نقل موضوع قضية الصحراء إلى هيئة الأمم المتحدة . وفي عام 1974م اكتشفت المغرب وجود خام الفوسفات في منطقة” بو كراع” بالقرب من العيون في المنطقة الواقعة بينها وبين الجزائر ،فوافقت على حق تقرير المصير في وجود دولة مصطنعة تحت النفوذ الإسباني؛ ولما كانت منطقة ” تندوف ” هي البداية هبت الجزائر إلى الانتقام بحشر يدها في الصحراء؛ والاتفاق مع إسبانيا لاستغلال مشترك للفوسفات ،بينها وبين إسبانيا لمدة 50 عاماً، تحت علم دولة مصطنعة تعبش تحت النفوذ الإسباني والجزائري، وفى هذا الاطار احتضنت الجزائر “حركة البوليساريو عبر الدولة المصطنعة” .
إن الإسبان كانوا القراصنة الطامعين منذ قرون، ولما قرروا العودة رأينا التراخي من قبل الملك الحسن الثاني، وهذا ما استدعى منا – الحتمية التاريخية – لفك الغازية المعني المسجور، وفك شيفرة القرصان والصحراء عبر مثاقفات المعني والتأويل .
لقد ظهرت طبقة البوليساريو والتي أصبحت نقطة تحول في مسألة ملف الصحراء المعربية؛ وغدت الجزائر تغذي النزعة الإستقلالية لها للإستيلاء علي الثروة هناك؛ إذ أن هذه الطبقة هي التي انشأتها والآن تطالب لها بحقوق ودولة؛ بينما ابتعدت موريتانيا تمامًا عن هذه القضية؛ ولعل تلويح المغرب بإعادة موريتانيا إلى امبراطوريتها القديمة ومملكتها حيث كانت موريتانيا ضمن المملكة المغربية في السابق.
لا زالت قضية الصحراء المغربية في نزاع رغم ما قامت به الأمم المتحدة والتحكيم الدولي لصالح المغرب؛ إلا أن الجزائر وإسبانيا لا تزالان تتطلعان للسيطرة؛ أو اقتسامها؛ أو تمكين طبقة البوليساريو – من قبل الجزائرالتابعة لها – في الفوز بدولة هناك؛ لتفوز الجزائر بثروات هذه المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية الثمينة .
إن قضية الصحراء الكبرى ستظل مثل ” مسمار جحا ” حيث هي – الآن – مطمعًا للدول الكبري؛ لما لها من ثروات تمينة ونادرة في العالم كذلك.