ثقافة و فن

الثقافة والهوية الوطنيةوتشكيل الوعي المصري المعتدل

الثقافة والهوية الوطنيةوتشكيل الوعي المصري المعتدل

 

كتب : حاتم عبدالهادي السيد

 

إن الثقافة بمفهومها الشامل تخلط الكل في بوتقة واحدة، وأعنى لا فصل بين دين وسياسة؛ ولا ثقافة ولا تمذهبات، بل نحن كلنا يجمعنا دين مستنير، وحضارة عريقة، ودولة مدنية عصرية، ولغة عربية – لغة القرآن الخالدة – مشتركة، ودم ينطق بالوطنية، والتي جسدها الشاعر العربى القومى الشاهق حين قال :

بلادى وإن جارت علىَّ عزيزة وأهلى وإن ضنوا علىَّ كرام .

هى ثقافة الوحدة التى توحد، لا تفرق، وتجمع لا تشتت، وتتباين فيها الرؤى ، ويحكمها معيار ، وشريعة وفقه وأصول ، ودولة عصرية تجابه المدنيات الأخرى، لنلاحقها بعد أن أرجعنا الذين وسموا أنفسهم بالتنويرين مئات السنوات إلى الخلف، وأعنى هنا – النقاد الكبار كما يطلقون على أنفسهم- : ” آلهة النقد “،” الآباء الشرعيون” أصحاب الكلمات التى غللوها بقداسة ، وسلطة، وسطوة، وشللية، وجماعات، فهل آن الأوان لنقف ، ولنبدأ من جديد ؟

وقد يقول قائل : لقد حدت عن الموضوع، ولكننى أقول لكم : ” إن الحديث عن جانب من جوانب المجتمع يستدعى منا اضاءة كافة الجوانب لنقف إلى أين نحن، ولنعرف موضع قدم لنا ، وهل هو موجود فعلاً هذا الموضع، في العجلة الكونية الحضارية الآن ؟! .

أقول : نعم، وعلينا أن نلحق، فإذا بدأنا سنسود بالقيم في عالم اللاقيم – الآن – فلا ضمير عالمى يحكم العالم – كما يتشدقون، ولا ديمقراطية، أو حقوق للشعوب الفقيرة، فالعالم غابة كبرى تتغول على حيواناتها الضعيفة، وإذا لم تستأسد – في هذا العصر – أكلتك الأسود، وإذا لم تستذئب نهشت عرضك الذئاب، وأهدتها إلى الثعالب، ولعل أقل ما شاهدناه ونشاهده ” حملات الإستهزاء بنبينا العدنان الكريم “، وبنا كمسلمين، وعرب، عبر رسومات العار الفرنسية التى تتشدق بإسم ” حرية الرأى ” ؛ ولكننا نقول لهم ” حريتكم تقف عند حرية الآخرين” ، والنِّدِّيَة هى العلاج الناجع للعرب والمسلمين، ولن تقوم للعرب هيبة إلا باتحادهم، وشروعهم للعمل،والإتحاد؛ واعادة الإعتبارية لماهية الحضارة والعروبة؛ ، والقوة كذلك .

أقول : لقد ارتمى كثير من المثقفين – الذين نصفهم بالكبار الآن، وكذلك الراحلين منهم – في حجر الغرب، وتلقفهم هؤلاء فأفسدوا وهم يظنوا انهم يصلحون، بل وتماروا في مهاجمة تراثنا العربى، وحضاراتنا على حساب أنفسنا، فهنا على أنفسنا، فضعفنا، وتمكنوا من غزونا ثقافياً ، قبل الغزو على الأرض والحروب، وهو أخطر أنواع الإستعمار .

ويقينى ان الثقافة تشكل هوية المجتمعات، لذا على الجميع كل في مجاله أن يقف وقفة، لنصحح كل أخطاء الماضى، من أجل مستقبل وغد أفضل لأجيالنا ،وأطفال عالمنا العربى الممتد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى