مجلة الطالب الاسود والدفاع عن قضايا الزنوج في القارة الإفريقية

مجلة الطالب الاسود والدفاع عن قضايا الزنوج في القارة الإفريقية
كتب :حاتم عبدالهادي
تلقي د. كاميليا صبحي في كتاب محتارات من الشعر الإفريقي الضوء على الثلاثينات من القرن الماضي التي شهدت منعطفا مهما في ظهور دوريات خاصة بفن وأدب الملونين من بينها مجلة «الطالب الأسود» و«الدفاع المشروع»، وقد أسس موريس ساتينو مجلة «النبأ الافريقي» عام 1928، وحاولت هذه الدورية تعويض الموقف الاسلامي المتحفظ الذي سارت على نهجة سياسيا، بدفعة قوية تهدف الى الترويج للأدب الزنجي، ولقد احاطت نفسها- كما يقول أ/ شادي صلاح الدين -بمعاونين مثل كارل بردوار ورينيه مارون وبيير بايي وغيرهم ممن يؤمنون بضرورة مواصلة مسيرة التطور نحو مستقبل ممكن للأدب الأسود ..
وقد انتهجت النهج نفسه «مجلة عالم السود» التي أسسها الهاييتي ليوساغو عام 1931، وسعت الى دراسة وقائع حضارية يمكن ان تشكل مادة الأدب الأسود .
وتستعرض المترجمة شعر الحركة الزنجية بعد الحرب العالمية الثانية لتكون أكبر حركة شعرية، وقد طرحت ببساطة مفاهيم خاصة بالزنجية، حيث عرفها سيزار بانها «الإقرار بانك أسود اللون، وتقبلك هذا الأمر، وتقبل قدرك ان تكون أسود اللون، وتقبل تاريخك وثقافتك.».
وتؤكد كاميليا صبحي ان الفترة من 1950 الى 1960 قد شهد مولد شعراء أفارقة جددا مثل انطوان روجيه بولامبا، وإيلولنج إيبانيا بوندو، وقد حاول الشعراء اخضاع لغتهم للقواعد التي أرسى دعمائها منظرو الحركة الزنجية التي لا تخضع للضغوط اللغوية، وانما تحتوي على شحنة كبيرة من الصور، بحيث تكتب الكلمات بتلقائية ايقاع الأغنيات الشعبية نفسها؛ كما يقول أ/ شادي صلاح الدين ..
وفي مقدمته للقسم الخاص بالأدب الافريقي المترجم عن اللغة الانكليزية يضيف أحمد الشامي ان الشعر الافريقي يتسم بالميل الى الموسيقى النابعة من تشابه الأصوات في بدايات الكلمات، ومن تكرار الصوائت، أكثر من الموسيقى النابعة من القافية، ويتحدد طول البيت بالإيقاع أو بمنطق العبارة أو بالتراكيب النحوية أكثر مما يتحدد بالأوزان والبحور المتعارف عليها.
كما يتسم الشعر الافريقي بقدر غير قليل من الغموض الذي ينبع أحيانا من تركيب العبارة أكثر من غرابة معاني الألفاظ، وتندر في الشعر الافريقي الصور والأخيلة الممتدة بعكس ما هو معهود في الشعر الانكليزي..
ويضيف الشامي ان ثمة محاولات كثيرة للتجريب في الشعر الافريقي المكتوب الانكليزية تتفاوت تبعا للثقافة التي ينتمي اليها الشاعر المجرب.