حاتم عبدالهادي السيد يكتب : واحة سيوة وتأصيل الهوية التراثية القومية

حاتم عبدالهادي السيد يكتب : واحة سيوة وتأصيل الهوية التراثية القومية
عند تأمل عناصر التراث الشعبي بواحة سيوة سنجد أنها حافلة بالعديد من العادات والتقاليد التى تؤكد ارتباطها بالمكان من ناحية والهوية الثقافية للمنطقة من ناحية أخري.تقع واحة سيوة بالصحراء الغربية المصرية إذ تبعد 306 كم عن ساحل البحر المتوسط الى الجنوب الغربي من مرسي مطروح التى تتبع محافظة مطروح إداريا ويقطن سيوة حوالى 30.000 نسمة وتتمتع ببعد تاريخي أثري إذ تشير بعض الحفائر التى تم اكتشافاها بالواحة عام 2007 الى إكتشاف أقدم آثار لاقدام بشرية على وجه الأرض الذى زاره الاسكندر الاكبر عام 332 قبل الميلاد ونصبه الكهنة أبنا للآله أمون وتنبأوا له بحكم مصر والعالم القديم المعروف فى ذلك الوقت كما عرفت سيوة بمناطق أثرية أخري كالمراقي ومقابر جبل الموتى … وغيرها .والى جانب البعد التاريخى والآثري تحفل سيوة بالأماكن التى يدور حولها العديد من العادات الشعبية التى لازالت حتى الآن باقية ، مثل جبل الدكرور ، وعيون المياه التى تنتشر بالواحة : كعين كليوباترا وعين طموسي وعين أبو قريشت ولا شك أن العنصر المعماري بالواحة يشكل ملمحاً رئيسياً مهما عند التصدي لدراسة واحة سيوة وثقافتها وفنونها وبخاصة الطابع القديم من هذا المعمار الذى نجد نماذج منه بمدينة سيوة (شالى القديمة التى تتوسط مدينة سيوة ) ، وقرية أغورميالتى تبعد ثلاثة كيلو مترات عن شالى ، وما زالت بهما أطلال المباني والمرافق والشوارع الضيقة .وقد عرفت العمارة السيوية التقليدية بإسلوب بناء مرتبط بالبيئة السيوية إذ يستخدم الأهالى طينة الأرض المالحة التى تسمي “كرشيف” وهو مزيج من الطين والملح المتصلب لتشييد المنازل كما يستخدمون جذوع أشجار النخيل للتسقيف.وسط هذه البيئة ظهرت عشرات المظاهر الشعبية التىإرتبطت بالواحة فالإحتفالات الشعبية على سبيل المثال :-عيد “السياحة” أو “المصالحة” والذى يتم بجبل الدكرور الذى يستخدم كساحة يقام فيها الإحتفال وكلمة “سياحة” لا تعنى هنا المعنى الدارج للسياحة التقليدية ، بل إن المصطلح ينطوي على مفهوم صوفى بمعنى “السياحة الدينية فى المكان الخلاء” . كما تشير بعض الرويات الى أن العيد هو “عيد السياحة” نسبة الى ساحل جبل الدكرور الذى يتم فيه الإحتفال .كما إرتبطت الواحة بممارسات متعددة فى مجال الطب الشعبى كالدفن فى الرمال والعلاج بالأعشاب وإحتفاليات الزواج التى حفلت بالأغانى التقليدية .الى جانب الممارسات والمعتقدات حول عيون الماء خلال دورة الحياة وكذا المعتقدات والمعارف المرتبطة بالأولياء والعناصر الأخري .كما عرفت الواحة الفنون التشكيلية الشعبية من أزياء شعبية للنساء والرجال وأنواع من الحلى التقليدية التى تعكس فنون الواحة وإبداعتها فضلاً عن عشرات الحرف التقليدية التى تأتى أعمال الخوض فى مقدمتها