حسام مجدي
فنان شاب، استثنائي بالمعنى الحرفي للكلمة، تعشقه كل الفئات، ما إن تدخل السيرك القومي بالعجوزة الا وتفاجئ بسيل من الشباب والأطفال المتراصين لالتقاط الصور التذكارية معه دون أن يتذمر أو يعترض، يلقبه الصحفيون بالفنان المثقف نظرا لذكائه الشديد و ثقافته الواسعة، فضلا عن كونه شديد التواضع لأقصى حد و لا يخلو حديثه دائما من ذكر أصحاب الفضل عليه بداية من جده منير ياسين ووالده وإخوته الثلاثة الذين يشاركونه في العروض التي يقدمها، وصولا إلى رئيس قطاع الفنون الدكتور عادل عبده ومعالي وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبد الدايم.
على المستوى الإنساني عرف خالد ياسين وسط زملائه بالتعاون ومساعدة الجميع فبالرغم من خطورة مايقدمه إلا أنه وبمجرد أن ينتهي من تقديم فقرته لا يهنأ له بال الا بعد أن يطمئن على جميع زملائه مؤكدا :” هذه طبيعتنا وهكذا تربينا .. فنحن في السيرك أسرة واحدة، هدفنا مساعدة بعضنا البعض منذ أن كنا أطفالاً”.
خالد واحدا من أصحاب السعادة بالمعنى الحرفي للكلمة ليس فقط لما يقدمه من فن صعب وخطير داخل جدران السيرك القومي لكن أيضا بسبب ما يمتلكه من قلب طفل رقيق جعله يستقبل بعض الحالات الخاصة والأيتام في لفتة إنسانية رغبة منه في اسعادهم ورسم البسمة على وجوههم تلبية لرغبة الرئيس السيسي في دمج وتمكين أصحاب القدرات الخاصة في المجتمع ولم يبخل لحظة واحدة في الاستجابة لطلباتهم، وبالرغم من أن حياته معرضة للخطر في كل لحظة يقدم فيها فقرته، إلا أنه يقدم ذلك بمنتهى الحب والبساطة والإبداع والعفوية والأمل, فترسم الضحكات علي وجوه مئات المتفرجين، وبالتحديد الحالات الخاصة منهم، فما يقدمه من شو قادر على سحب هموم هؤلاء لذلك يقدمه بحب وابداع.
على المستوى الفني يقدم خالد وإخوته أصعب فن في السيرك حيث استحدثوا لعبة كرة الموت التي عشقها الجمهور رغم خطورتها وكثرة الجدل عليها، إلا أنها واحدة من أهم الفقرات المحببة إلى قلوب الجماهير حيث يعتبرها الجمهور فاكهة العروض ، ويتسارع الجمهور بتوزيع القبلات عليهم قبل وأثناء وبعد العرض ، وبخبرتهم الطويلة وعالميتهم أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن السيرك ليس مجرد وسيلة للتسلية فقط وإنما وجبة فنية وثقافية متكاملة من خلال ما يقدمونه من إستعراضات تخطف نظر وسمع جمهور الكبار قبل الصغار.
يتمتع خالد بشهرة تخطت حدود المحلية وانتقلت إلى العالمية وفي كل مرة يسئل عن هدفه يقول:” هدفي إمتاع الجماهير محليا ..ورفع اسم مصر عالميا، كما حصل على العديد من الجوائز بعد مشاركاته فى عدد كبير من المهرجانات العربية والدولية، وفي عيد ميلاده له منا ألف قبلة مع خالص دعواتنا بالشفاء العاجل لشقيقه الأكبر أحمد ياسين.
الجدير بالذكر أن أولاد ياسين مربع مكون من أربعة أضلاع ، يربطهم إسم ياسين ، ورغم خطورة ما يقدمونه إلا أنهم في الواقع وبعيداً عن العروض تجدهم أشخاصاً يقدمون دروس في الأدب والذوق والتواضع ومحبة الجميع ، تبهرك ثقافتهم وذكائهم في مختلف فنون الحياة ، ورثوا من جدهم ووالدهم حب السيرك ، أحمد ومحمد وخالد ووليد إستطاعوا تقديم فقرات ممتعة ومرعبة في الوقت ذاته ، لا تمل أبداً من مشاهدة عروضهم التي تخطف كل حواسك ، وتجعلك أسير فقرتهم الإستعراضية الخطيرة .
