أخبارتقارير و تحقيقات

بلا إسرائيل وأمريكا.. هل ينجح المؤتمر الدولي في إعادة فلسطين إلى الخريطة؟

كتبت: رانيا سمير

في خطوة تأخرت بسبب التطورات الإقليمية، تنطلق اليوم الإثنين أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لدعم حل الدولتين بين الفلسطينيين وإسرائيل، بمشاركة عشرات وزراء الخارجية من مختلف دول العالم، وسط مقاطعة أمريكية وإسرائيلية رسمية، ما يلقي بظلال من التوتر على آفاقه السياسية.

مؤتمر مؤجل.. ورسالة فرنسية – سعودية مشتركة

المؤتمر، الذي تستضيفه فرنسا والمملكة العربية السعودية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، كان من المقرر عقده في يونيو الماضي، لكنه تأجل إثر تصعيد إسرائيلي استهدف قادة عسكريين إيرانيين ومواقع حساسة مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وتعود فكرة المؤتمر إلى قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة عضوًا)، صدر في سبتمبر 2023، وينص على عقد مؤتمر دولي يُرسي خارطة طريق تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بالتوازي مع ضمان أمن إسرائيل.

باريس تضغط للاعتراف بالدولة الفلسطينية

في سياق متصل، صرح وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، جان نويل بارو، في مقابلة مع صحيفة لا تريبيون ديمانش، أنه سيستغل وجوده في نيويورك هذا الأسبوع لحشد الدعم الدولي من أجل الاعتراف بدولة فلسطين.

وأشار بارو إلى أن فرنسا تخطط لإطلاق مبادرة دبلوماسية تتوج يوم 21 سبتمبر المقبل، تزامنًا مع انعقاد الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تعلن باريس رسميًا اعترافها بدولة فلسطين.

وقال بارو:“سنُطلق نداءً في نيويورك كي تنضم إلينا دول أخرى لإطلاق ديناميكية أكثر طموحًا وتطلبًا”،

مضيفًا أن المبادرة ستترافق مع دعوات عربية إلى إدانة حماس والمطالبة بنزع سلاحها.

أمريكا وإسرائيل: المؤتمر “هدية لحماس”

رغم الدعم الدولي المتزايد للمؤتمر، فإن الولايات المتحدة أعلنت رسميا مقاطعته، ووصفت وزارة خارجيتها المؤتمر بأنه“هدية لحماس التي ترفض حتى الآن مقترحات وقف إطلاق النار، رغم قبولها من جانب إسرائيل”.

وأوضحت الخارجية الأمريكية أن واشنطن سبق أن صوّتت ضد القرار الأممي الداعي لعقد المؤتمر، مشيرة إلى أنها لن تشارك في أي محادثات “قد تُقوّض فرص التوصل إلى حل سلمي دائم”.

من جانبها، رفضت إسرائيل أيضًا المشاركة، معتبرة أن المؤتمر لا يضع في صلب أولوياته إدانة حماس أو الضغط من أجل الإفراج عن الرهائن.

وقال جوناثان هارونوف، المتحدث باسم البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة:“أي مسار سياسي لا يبدأ بمحاسبة حماس وإدانتها، وإعادة الرهائن، هو مسار مفرغ من مضمونه”.

تحديات أمام حل الدولتين

رغم الغياب الأمريكي والإسرائيلي، فإن المؤتمر يشكل فرصة لإعادة طرح حل الدولتين على الساحة الدولية، بعد أن تراجع حضوره في الخطاب السياسي خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، ووسط تدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية.

ويُتوقع أن تركز المناقشات على ضمان الحقوق السياسية للفلسطينيين، وسبل تفعيل الجهود الدولية لتحقيق سلام مستدام، رغم تمسك واشنطن وتل أبيب بخطاب يُحمّل “حماس” وحدها مسؤولية تعطيل مسارات الحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى