أخبارشئون عالمية

من يمسك بزمام القرار في إسرائيل: نتنياهو أم شركاؤه المتطرفون؟

سموتريتش يرفض الانسحاب من حكومة نتنياهو رغم خلافات حادة بشأن هدنة غزة

 

كتبت: رانيا سمير

في خضم الخلافات المتصاعدة داخل الحكومة الإسرائيلية، أعلن وزير المالية ورئيس حزب “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتش، أنه لن ينسحب في الوقت الحالي من الائتلاف الحاكم، على الرغم من اعتراضه الشديد على قرار إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وتنفيذ هدنة يومية تمتد لعدة ساعات، وهي الخطوة التي أقرّها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دون مشاركة سموتريتش أو وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في اتخاذ القرار.

توتر داخل الحكومة واليمين المتطرف منقسم

وبحسب ما نقلته وكالة “سما” الفلسطينية، فإن القرار الذي تبنّاه نتنياهو أثار غضب شركائه من أقصى اليمين، الذين اعتبروا أنهم تم تهميشهم من المناقشات الحاسمة. ورغم ذلك، شدد سموتريتش في بيان له على أنه “ليس صائبًا الدخول في حسابات سياسية خلال الحرب”، مشيرًا إلى أن نتيجة الحرب هي المعيار الأساسي للحكم على الأداء الحكومي، ومؤكدًا أن “هزيمة حماس” هي الهدف النهائي.

وقال سموتريتش إن هناك عملية استراتيجية قيد التنفيذ، وفضّل عدم الكشف عن تفاصيلها في الوقت الراهن، لكنه أشار إلى أن “النتائج ستظهر قريبًا، وسيتضح معها الاتجاه الذي تسلكه الحكومة”.

بن غفير يقترح تشكيل “كتلة مانعة”.. وسموتريتش يرفض

في سياق التصعيد، طرح إيتمار بن غفير على سموتريتش مقترحًا لتشكيل كتلة مانعة داخل الحكومة، تهدف إلى مواجهة أية مفاوضات مع حركة حماس بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. كما سعى بن غفير لاستقطاب دعم من قيادات دينية (حاخامات) للضغط على نتنياهو وإجباره على التراجع عن قراراته.

لكن سموتريتش رفض المقترح، واعتبر أن الموقف الراهن أكثر تعقيدًا من مجرد إطلاق تهديدات سياسية، مؤكدًا أن المرحلة تتطلب التروي لا الابتزاز السياسي.

تحذيرات من تفكك الائتلاف

وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أحد المسؤولين في اليمين المتطرف تحذيره من أن “أسلوب التهديدات المستمرة يضعف من يلوح بها، ويُضعف الحكومة نفسها، خاصة في وقت حرج يتطلب قرارات تاريخية”.

وحذر المسؤول من أن الجمهور، سواء في الداخل الإسرائيلي أو على الساحة الدولية، قد يرى أن حكومة نتنياهو ترزح تحت ابتزاز سياسي، الأمر الذي قد يُقوّض مصداقيتها. وأضاف أنه “إذا استمر الوضع بهذا الشكل، فقد يكون من الأفضل التوافق على انتخابات مبكرة، مع استغلال الأشهر المقبلة لحسم ملفات غزة، والمخطوفين، ومسارات التطبيع”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى