12 ساعة من الظلام والعطش.. أزمة الجيزة تصل البرلمان

كتبت: رانيا سمير
في أعقاب ليلة قاسية عاشتها محافظة الجيزة وسط موجة حر غير مسبوقة، تصاعدت ردود الفعل الشعبية والبرلمانية على خلفية الانقطاع المفاجئ والمطول للتيار الكهربائي الذي ضرب مناطق واسعة من المحافظة، واستمر قرابة 12 ساعة، تاركا المواطنين في مواجهة مباشرة مع حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية.
سؤال برلماني للحكومة.. وأصوات تطالب بالمحاسبة
وجّه النائب الدكتور هشام حسين، عضو مجلس النواب، سؤالًا رسميًا إلى الحكومة ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، مطالبًا بتوضيح ما جرى في عدد من مناطق الجيزة التي شهدت انقطاعًا طويلًا في التيار الكهربائي مساء السبت وحتى صباح الأحد، دون تحرك سريع أو بيان واضح من الجهات المعنية، حسب وصفه.
وأشار النائب إلى أن الانقطاع لم يقتصر على الكهرباء فقط، بل امتد تأثيره إلى خدمات أساسية أخرى مثل المياه، ما تسبب في معاناة كبيرة للسكان خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
وتساءل هشام حسين:“هل يُعقل أن يتسبب عطل مفاجئ في محطة واحدة بتوقف الكهرباء عن عدد كبير من المناطق؟ وأين كانت خطط الطوارئ؟ ولماذا تأخرت الجهات المعنية في التواصل مع المواطنين وتفسير ما يحدث؟”
بيان رسمي من الوزارة ومحافظة الجيزة
من جانبها، أصدرت وزارة الكهرباء بيانًا أكدت فيه أن الشبكة الكهربائية على مستوى الجمهورية شهدت أحمالًا غير مسبوقة، هي الأعلى في تاريخ مصر، نتيجة موجة الحر الشديدة، ما تسبب في ضغوط على البنية التحتية الكهربائية.
وفيما بعد، أوضحت محافظة الجيزة أن الانقطاع نتج عن عطل مفاجئ بمحطة محولات جزيرة الدهب، إحدى المحطات الرئيسية بالمحافظة، مشيرة إلى أن فرق الصيانة تمكنت من إصلاح العطل وإعادة التيار تدريجيًا.
وزير الكهرباء يتفقد موقع العطل
وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي والرسمي، تفقد صباح اليوم الأحد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، موقع العطل الذي وقع أمام محطة مترو “ساقية مكي”، والذي تسبّب في فصل التيار عن عدة دوائر كهربائية بجهد 66 ك.ف.
وأكد الوزير خلال زيارته أن الوزارة تعمل على استعادة الاستقرار في الشبكة الكهربائية بأسرع وقت، وأن فرق الصيانة نجحت في تحديد موضع العطل وبدأت أعمال الإصلاح فورًا. ووجّه الوزير بضرورة استمرار التواجد الميداني لرؤساء الشركات والمسؤولين، وتحسين سرعة الاستجابة لشكاوى المواطنين، وتطبيق أعلى معايير الجودة في التعامل مع الأعطال، خصوصًا في أوقات الأزمات المناخية.
كما شدد الوزير على أهمية دور المواطنين في مواجهة أزمة الأحمال الزائدة من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء، معتبرًا أن الشبكة الموحدة استطاعت الصمود أمام اختبار قاسٍ نتيجة الضغوط غير المسبوقة التي تعرّضت لها.