انتهى الفنان التشكيلي الشاب سلامة بن عايدة المعروف بنصير المرأة من أحدث لوحاته التي أطلق عليها اسم ” بين الماضي والحاضر” حيث نشر بن عايدة اللوحة الجديدة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وعلق قائلا:”انتهيت من لوحة ” بين الماضي والحاضر ” زيت علي توال 70 ×120 سم “.
وكتب سلامة في وصف لوحته الجديدة :” الرقص هو قصيدة يكتبها الراقص/ الراقصة بالجسد، فلو اتفقنا على أن الشِعر هو توصيل المعنى بالتشكيل الجمالي للغة، فإن الرقص هو توصيل المعنى بالتشكيل الجمالي للجسد وحركته الهادئة أو الصاخبة”.
وأضاف :” في كل الحضارات القديمة والحديثة التي عرفت الرقص ومارسَته، تشهد على تلك النقوش التي حفرها الناس على الجدران، مثل تلك التي تمتلئ بها المعابد المصرية القديمة، وتُظهر أجساداً ممشوقة تتمايل بنعومة، وآلات موسيقية عرفها الإنسان في تلك الفترة.
الرقص، في أبسط أشكاله وأعقدها، هو تحريك الجسد وفق إيقاع ما للتعبير عن حالات مختلفة، سواء بمصاحبة الإيقاع أو بدونه. هو رسم بالجسد، هو لغة مدهشة تحاول إيصال رسالتها دون كلام”.
وتابع:” حين تشاهد عرضاً راقصاً، سواء قام به فرد أو مجموعة، امرأة أو رجل، تتوصل إلى معنى ما يحيلك إلى الفرح أو الحزن أو الحيرة أو الغضب أو الانتشاء أو الحب”.
وكان الفنان التشكيلي “سلامة بن عايدة” قد فاجئ جمهوره مؤخرا على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بلوحة أطلق عليها عنوان ” مستهدفة”.
وكتب سلامة على اللوحة التي تعد استكمالا لما بدأه من معالجة قضايا المرأة ومشكلاتها من خلال فنه :” انتهيت مؤخرا من لوحة ” مستهدفة ” زيت على توال 95 ×80 سم”.
وشرح بن عايدة وصف اللوحة وأهدافها فكتب ” جميع الاطفال حين يولدون أصحاء يشعرون أنهم قد ولدوا “كاملين” فيما عدا الطفلة البنت ، أنها منذ تولد وقبل أن تنطق تدرك من النظرات حولها انها ولدت “غير كاملة ” او “ناقصة* ويظل السؤال في ذهنها دائراً منذ ولادتها حتي موتها : لماذا يفضلون عليها أخاها الولد مع انها مثله ، وقد تشعر انها أكفأ منه في نواح كثيرة او قليلة”.
وتابع:”إن اول اعتداء علي البنت في مجتمعنا العربي هو عدم الترحيب بقدومها إلي الحياة، وفي بعض الأسر ( وعلى الأخص في الريف) قد يصل عدم الترحيب بقدومها إلي الاكتئاب أو الحزن”.
وأضاف:”قد تحظي البنت في الأسر المتعلمة في المدن العربية بأستقبال أقل كآبة او أكثر إنسانية ، إلا أنها منذ تبدأ تحبو أو تمشي تتربي علي الحذر و الخوف، وتربى منذ نعومة أظفارها علي أن تكون أنثي أو أداة جنس ، تعرف كيف تكون جسداً فقط، وكيف تزين هذا الجسد وتكسوه أو تُعرية ليجذب الرجل”.
واستطرد:”التربية التي تتلقاها البنت في مجتمعنا هي سلسلة متصلة من الممنوعات و العيب و الحرام ، وتكبت البنت رغباتها وتُفرغ نفسها من نفسها وتملؤها برغبات الغير . إن تربية البنت في حقيقتها ليست إلا قتلًا بطيئًا لشخصية البنت وعقلها ، ولا يبقي من البنت بعد ذلك إلا غلافها الجسدي الخارجي”.
واختتم:”إن هذه البنت الفاقدة لشخصيتها وقدرتها علي التفكير بعقلها هي وليس بعقل الآخرين تصبح ألعوبة في يد الآخرين ، وتُصبح ضحية معظم الأحيان لهؤلاء الآخرين”.