أخبار

أيمن سلامة: تحليل الصراع بين إسرائيل وحزب الله وآفاق اتفاق وقف إطلاق النار

.

شهد الصراع بين إسرائيل وحزب الله على مدار 13 شهرًا تصعيدًا حادًا أسفر عن خسائر بشرية ومادية فادحة، بالإضافة إلى توترات إقليمية ودولية متزايدة. وفي ظل الحديث عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، يثار تساؤل حول مدى قدرة هذا الاتفاق على تحقيق سلام مستدام، مع الأخذ بعين الاعتبار القضايا العالقة بين الجانبين والتحديات المرتبطة بتنفيذه.

قال الدكتور أيمن سلامة، خبير في القانون الدولي، إن النزاعات الحدودية تمثل واحدة من أبرز القضايا الشائكة بين لبنان وإسرائيل. منطقة “الخط الأزرق”، التي رسمت بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، لا تزال مصدرًا دائمًا للتوتر بسبب غياب الترسيم النهائي. كما أن مزارع شبعا وكفرشوبا تُعدّ نقاط خلاف مستمرة، إذ يدعي لبنان سيادته عليها، بينما تعتبرها إسرائيل جزءًا من أراضيها.

الصراع بين إسرائيل وحزب الله

وأضاف الدكتور أيمن في تصريح خاص لموقع صوت الأمة العربية أن وجود حزب الله وتسليحه يشكل مصدر قلق دائم لإسرائيل، التي ترى في ترسانة الحزب العسكرية تهديدًا لأمنها القومي، بينما يصر حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه.معتبرًا إياه ضرورة للدفاع عن لبنان ضد أي عدوان إسرائيلي محتمل. وأوضح أن الاتفاق المقترح ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وسحب حزب الله أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني. وهو ما يثير مخاوف إسرائيلية من إمكانية استغلال الحزب للانسحاب لإعادة تعزيز قدراته العسكرية في المناطق الحدودية.

وأشار سلامة إلى أن الاتفاق يتضمن تشكيل آلية إشراف دولية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، لكنه لفت إلى أن هذه الآلية قد تواجه اعتراضًا من الجانب اللبناني نظرًا للدعم الأمريكي القوي لإسرائيل. مما يثير تساؤلات حول حيادها وقدرتها على التعامل مع أي انتهاكات محتملة.

فرص وتحديات وقف إطلاق النار

وأوضح أن إيران، باعتبارها الداعم الرئيسي لحزب الله، تلعب دورًا غير مباشر في هذا الصراع. أي تسوية قد تعيد رسم الديناميكيات الإقليمية.مما قد يثير قلق إسرائيل من استمرار النفوذ الإيراني في لبنان وتأثيره على الأوضاع الأمنية في المنطقة.

رغم أن الاتفاق المقترح يعتمد بشكل كبير على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لعام 2006. والذي وضع إطارًا لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله آنذاك، إلا أن تحقيق نجاح طويل الأمد يتطلب معالجة جذرية للتحديات المتعددة. وأكد أيمن أن أبرز هذه التحديات تشمل غياب الثقة بين الأطراف. إذ تخشى إسرائيل من استغلال حزب الله للانسحاب، بينما يخشى لبنان من استمرار إسرائيل في فرض مصالحها بالقوة العسكرية.

كما أشار إلى أن الدور الأمريكي، على الرغم من أهميته في التوصل إلى الاتفاق. قد ينظر إليه من الجانب اللبناني على أنه منحاز لإسرائيل. مما قد يؤثر على قبول الأطراف اللبنانية للاتفاق وآلية مراقبته. وأضاف أن الصراع المستمر في غزة يشكل عامل خطر على استقرار أي اتفاق. إذ قد تجد الأطراف ضغوطًا للتدخل إذا تصاعدت العمليات الإسرائيلية هناك.

وتابع الدكتور أيمن حديثه عن التأثيرات الإقليمية. مشيرًا إلى أن دور إيران يمكن أن يعمّق التحديات. خاصة إذا قررت طهران استخدام نفوذها لتعطيل الاتفاق. وفي الوقت ذاته.تعاني لبنان من أزمة إنسانية خانقة بسبب الحرب، حيث يحتاج إعادة الإعمار إلى دعم دولي كبير، قد يكون مشروطًا بتنازلات سياسية.

واختتم الدكتور أيمن تصريحاته بالتأكيد على أن نجاح الاتفاق مرهون بعدة عوامل. منها التزام الأطراف ببنوده.والدور الفاعل للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في تأمين الحدود. والإرادة الدولية لضمان التنفيذ. ورغم التحديات، أشار إلى أن هناك إشارات إيجابية. مثل قبول إيران المحتمل للاتفاق ورغبة الأطراف في تجنب المزيد من الخسائر. مما قد يعزز فرص تحقيق سلام مستدام في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى