هل تنجح خطة بلينكن في إنهاء الحرب بغزة وإعادة إعمارها؟
كشف موقع “أكسيوس” الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يعتزم الإعلان عن خطة شاملة لإعادة بناء غزة وإدارتها بعد انتهاء الحرب، وذلك في خطاب مرتقب يلقيه أمام المجلس الأطلسي. تأتي هذه الخطوة في سياق مساعٍ دولية مكثفة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإرساء أسس السلام، وسط تقاطع مصالح إقليمية ودولية معقدة.
محاور الخطة ومسار التفاوض
تتزامن تحركات بلينكن مع مفاوضات حساسة بشأن صفقة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، حيث صرح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأن إسرائيل وحماس “قريبتان جداً” من التوصل إلى اتفاق. وتهدف الخطة، وفقاً لما نقلته “أكسيوس”. إلى تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة غزة، التي تشمل إعادة إعمار القطاع وإنشاء آلية حكم تضمن الاستقرار الأمني والمشاركة الدولية.
تعتمد الخطة على إشراك الدول العربية والمجتمع الدولي في إدارة غزة، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات دولية لتحقيق الأمن وتقديم المساعدات الإنسانية. كما يشدد بلينكن في خطابه على ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية وضمان مشاركتها في أي حكومة مستقبلية للقطاع، وهي نقطة تثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية. حيث تعترض إسرائيل حتى الآن على إشراك السلطة الفلسطينية في “اليوم التالي” لما بعد الحرب.
الخلافات داخل وزارة الخارجية
تواجه خطة بلينكن تحديات داخلية، حيث أشار تقرير “أكسيوس” إلى وجود انقسامات حادة بين مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية حول جدوى الخطة وآثارها. ويعتقد بعض المسؤولين أن هذه الخطة قد تصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بينما تهمش السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. ما قد يضعف مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة.
جهود دبلوماسية مكثفة
عين بلينكن مستشاره المقرب جيمي روبن مسؤولا عن صياغة ومتابعة الخطة. وقد قام روبن بزيارات مكوكية إلى إسرائيل والضفة الغربية للتشاور بشأنها. إلا أن مسؤولي السلطة الفلسطينية عبروا عن تحفظات عديدة عليها. مشيرين إلى أنها لا تلبي تطلعاتهم السياسية ولا تتماشى مع مصالحهم. ورغم ذلك. تم إطلاع أطراف إقليمية ودولية. منها إسرائيل والإمارات والسعودية ودول عربية أخرى، على النقاط الرئيسية في الخطاب المرتقب.
ثوابت الموقف الأميركي
يتضمن خطاب بلينكن المرتقب مبادئ أساسية سبق أن أعلنها في طوكيو خلال المراحل الأولى من الحرب. حيث شدد على رفض الاحتلال الإسرائيلي الدائم لغزة أو تقليص مساحتها أو تهجير سكانها قسرا. ويسعى الوزير الأميركي من خلال هذه المبادئ إلى طمأنة الأطراف المعنية، مع الحفاظ على مسار التفاوض باتجاه حل دائم وشامل.
ورغم تحفظات بعض الأطراف وعدم وجود توافق داخلي كامل على الخطة، تعد هذه المبادرة الأميركية بمثابة اختبار حاسم للجهود الدبلوماسية التي تسعى إلى إنهاء النزاع في غزة وإرساء أسس سلام مستدام. ومع قرب انتهاء ولاية بلينكن. يبقى التساؤل قائما حول مدى قدرة الإدارة الأميركية على تحويل هذه الخطة إلى واقع ملموس وسط تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.