بقلم ناجى الشهابي.. الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي
حملت لنا الاخبار عبر الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية قيام الجيش الروسى بشن حرب شاملة على أوكرانيا كما وصفها وزير خارجيتها بعد أقل من يوم من إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عدم نيتة بلاده الهجوم على أوكرانيا وحتى بعد وصفه لرغبتها فى الانضمام لحلف الناتو فى خطابه للشعب الروسى بأنه يشكل تهديد مباشر للأمن القومي الروسي فما الذى حدث فى الأربع والعشرين ساعة الأخيرة جعلت الرئيس بوتين يتخلى عن وعده ويشن حرب شاملة على جارته الأقرب ويدمر فيها بنيتها العسكرية التحتية وكل القدرات العسكرية لاوكرانيا ؟! وقد حملت لنا الاخبار الموثقة الإجابة على السؤال بأن
السبب الرئيسى لشن روسيا الحرب على اوكرانيا هو اتفاق رئيسها “فولوديمير زيلينسكي”، مع الرئيس الأمريكى “جو بايدن” على تزويد اوكرانيا بالسلاح النووي ، لذلك قرر بوتين تعديل خططه فى الصراع مع اوكرانيا و تدمير البنية التحتية العسكرية لها وكل قدراتها العسكرية حتي بنادق رجال الشرطة !!! ولقد أعلن الرئيس الروسى فى أعقاب ذلك أن بلاده سترد على الفور إذا حدث أى تدخل اجنبى وجاء الرد بدون إبطاء وعلى الفور أيضا من الرئيس الأمريكى العجوز بأن امريكا لن تتدخل فى الحرب العسكرية الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ..
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الحرب التى شنها اليوم الجيش الروسى على أوكرانيا سيكون لها تأثير على الاقتصاد العالمي ،وخاصة أنها تأتى بعد إنكماش الاقتصاد العالمى نتيجة لجائحة كورونا، والتى صاحبتها الموجة التضخمية العالمية التي زادت من أسعار السلع الغذائية والمنتجات الصناعية والقرار الذى اتخذ اليوم بتأجيل خط أنابيب نقل الغاز الطبيعى من مدينة فيبورج الروسية إلى مدينة جرايفسفالد الألمانية ( نورد ستريم 2 ) سيرفع أسعار الطاقة بشكل كبير مما يؤثر على كل الدول الأوربية ومع التضخم الذى تعانيه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فإن الأزمة ستؤدى إلى خفض النمو العالمى
وستتأثر مصر ضمن دول العالم بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وسيكون التأثير الأكبر عليها في الحبوب والسلع الغذائية ،خاصة القمح والتى سترتفع أسعارها العالمية وهذا يرجع إلى أن أغلب وارداتنا من القمح من روسيا وأوكرانيا، وإن كان يخفف من خطورة الأزمة علي بلادنا “مصر” هو بنائها لعدد من الصوامع الحديثة ووجود مخزون إستراتيجي من القمح يكفي 5 أشهر، إلى جانب الإنتاج المحلي الذي سيبدأ من منتصف أبريل ليزيد المخزون الاستراتيجي إلى 9 أشهر … ولن تتوقف تأثير تلك الحرب على زيادة أسعار الحبوب والقمح فقط وانما ستزداد أسعار البترول والغاز الطبيعى عالميا ولقد وصل سعر برميل البترول اليوم إلى 102 دولار وهو ما سينعكس أيضا بالزيادة على كل السلع والمنتجات مثل اللحوم والذرة الصفراء والشعير وغيرها وبالتالي سيؤثر على كل دول العالم ومنها مصر ، فأوكرانيا مصدر رئيسي للقمح والذرة والشعير في العالم..
وطبعا إذا كان هناك دول ستتأثر سلبا من تلك الحرب فإن هناك دول اخرى ستتأثر إيجابا منها فالدول المنتجة للبترول ستستفيد من زيادة أسعاره وبصفة عامة فإن الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر بالسلب على كل دول العالم ماعدا المنتجة للنفط منهم ومما يزيد من التاثر تلك الموجة التضخمية العالمية، وبطء حركة الاستثمارات والتجارة العالمية بشكل عام وستتأثر مصر من هذه الحرب بجانب زيادة أسعار القمح التى تعتبر أكبر دولة مستوردة منه فإنها ستؤثر على تدفقات السياحة الروسية والأوكرانية وستتسبب في توقف الوفود السياحية الروسية والأوكرانية والتي تأتي لمصر بأعداد كبيرة وتمثل نسبة كبيرة من الوفود الأجنبية القادمة المصرية . هذا من ناحية التأثيرات السلبية الأزمة الروسية الأوكرانية على مصر ولكن للأزمة وجهها الايجابى على مصر من ناحية أخرى فإن رفع أسعار الطاقة عالميا يجعل مصر تستفيد منها فى رفع أسعار الغاز الطبيعى وزيادة صادراتها منه وتفتح الباب أمامها لجذب المزيد فى الاستثمارات في قطاع النفط والغاز لزيادة الاكتشافات، وايضا من تأثيرات تلك الأزمة إيجابياً على الاقتصاد المصرى فأن الطلب المتزايد على البترول سيزيد من حركة مرور السفن التي تعبر قناة السويس وبالتالى ترتفع حصيلتها من مرور تلك السفن من العملة الأجنبية وتنتعش خزينتها…






