ترامب يدافع عن مستشاره بعد فضيحة إضافة رئيس تحرير “ذا أتلانتيك” إلى مجموعة دردشة سرية

في حادثة أثارت جدلا واسعا، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، بعد أن تم إضافة رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” جيفري غولدبرغ، عن طريق الخطأ، إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق “سيغنال”. ووفقًا لتقارير متعددة، ضمت هذه المجموعة كبار المسؤولين في إدارة ترامب، حيث تم تداول خطط عسكرية سرية لشن هجوم على الحوثيين في اليمن. ترامب أشار إلى أن “مايكل والتز تعلم درسًا مهمًا”، مؤكدًا على ثقته التامة في مستشاره، وصفًا الحادثة بأنها “غير خطيرة” وأنها كانت مجرد “خلل” حدث خلال شهرين من العمل.
الحادثة، التي نشرتها مجلة “ذا أتلانتيك”، تثير قلقًا بشأن الأمان السيبراني وحفظ السجلات الرئاسية، حيث استخدم المسؤولون منصة “سيغنال” التي تحذف الرسائل تلقائيًا. وقد أثار ذلك مخاوف من أن عملية تداول المعلومات السرية قد تكون انتهاكًا لقوانين السجلات الرئاسية. الحادثة لم تقتصر على التسريبات فقط، بل كانت مثارًا للسخرية من قبل العديد من الشخصيات السياسية، أبرزها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي سخرت من الحادثة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
فيما يخص الحادثة، صرح ترامب بأنها لم تؤثر على مجريات العمليات العسكرية في اليمن. ورغم أن الرئيس الأمريكي أكد ثقته في فريقه، إلا أن الحادثة كشفت عن نقطة ضعف في التنسيق داخل إدارة ترامب. وقد طالب بعض المشرعين، مثل السيناتور الديمقراطي آندي كيم، بضرورة إقالة المسؤولين الذين تسببوا في هذا الخطأ، معتبرين أن هذه الواقعة لا تعكس فقط ضعفًا في الإدارة، بل تضع الأمن القومي الأمريكي في مهب الريح.
وأضافت الصحيفة أن المجموعة التي تم إنشاؤها على يد مايك والتز ضمت أيضًا وزير الدفاع بيت هيغسيث ونائب الرئيس جيه دي فانس. وفيما يخص كيفية انضمام غولدبرغ إلى المجموعة. أوضح ترامب في تصريحاته أن السبب يعود إلى أحد مساعدي مستشاره للأمن القومي.
هذه الفضيحة تعيد إلى الأذهان الحملة السياسية التي شنها ترامب ضد هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. حيث اتهمها باستخدام خادم بريد إلكتروني خاص أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية. وهي الحملة التي استغلها ترامب سياسيًا وقتها. اليوم، ومع هذه الفضيحة الجديدة، يواجه ترامب ضغوطًا داخلية وخارجية على حد سواء.
من جهة أخرى، كشفت مجلة “بوليتيكو” أن مايك والتز أصبح أكثر المسؤولين عرضة للإقالة. بسبب مسؤوليته المباشرة في إضافة غولدبرغ إلى المجموعة. في ذات السياق، تناولت التقارير تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين الذين اعتبروا أن هذا الخطأ قد يتسبب في تقويض الثقة في إدارة ترامب. مما قد ينعكس سلبًا على مستقبله السياسي.
في ظل هذه الأحداث، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من التداعيات. لا سيما في ظل الشكوك المتزايدة حول ما إذا كان هذا الحادث يشكل خرقًا لقوانين حفظ السجلات أو التعامل مع المعلومات السرية، وسط دعوات لفتح تحقيقات فدرالية موسعة في هذا الشأن.