أخبارتقارير و تحقيقات

السيد هاني يكشف: لهذا السبب لن تُقدم واشنطن على ضرب إيران

 

في خضم التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، وتزايد القلق العالمي من تطورات البرنامج النووي الإيراني، تبرز تساؤلات حول احتمالية اتخاذ واشنطن، خاصة في عهد دونالد ترامب، قرارًا بشن ضربة عسكرية ضد طهران. إلا أن التقديرات تشير إلى أن مثل هذا السيناريو غير مرجح.

ردع متعدد الأبعاد

أوضح السيد هاني، نائب رئيس التحرير وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريح خاص لـ”صوت الأمة العربية”،أن إيران تمتلك اليوم مقومات ردع عسكري وسياسي كافية لإفشال أي مغامرة عسكرية أمريكية، حتى وإن كانت بقيادة رئيس متشدد كترامب.
ووفقًا لرؤيته، لا يكمن التعقيد في البرنامج النووي الإيراني فقط في مستويات تخصيب اليورانيوم المرتفعة – والتي يُعتقد أنها تجاوزت 90% – بل في معادلة الردع الإقليمية والدولية التي نجحت طهران في بنائها.

تحالفات استراتيجية وسياسة غموض نووي

أشار السيد هاني إلى أن إيران تنتهج استراتيجية مشابهة لإسرائيل فيما يتعلق بالغموض النووي، إذ تُرجّح تقارير امتلاكها كميات من اليورانيوم المخصب تكفي لصنع نحو ستة رؤوس نووية. ورغم صدور فتوى دينية تحرّم إنتاج السلاح النووي، فإن هذه الفتوى قابلة للتغيير في حال تعرضت البلاد لعدوان مباشر، بالاستناد إلى مبدأ “الضرورات تبيح المحظورات”.

تطور القدرات الدفاعية

وأكد أن إيران عززت بشكل كبير من قدراتها الدفاعية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد حصولها على منظومات S-500 الروسية الحديثة، وتدعيم منشآتها النووية المحصنة بطائرات سوخوي متقدمة. كما أشار إلى وجود شبكة ردع إقليمية شاملة مدعومة بتحالف متين مع موسكو، ما يجعل أي تحرك عسكري أمريكي مكلفًا للغاية، سواء من خلال الرد المباشر على القواعد الأمريكية في الخليج، أو من خلال تدخل دفاعات روسية.

مقاربة أمريكية جديدة: من التهديد إلى الحوار

رغم الخطابات العدائية، أوضح السيد هاني أن واشنطن اعتمدت فعليًا مسار الحوار غير المباشر، باستخدام الوساطة العُمانية. حيث أُرسلت رسائل مباشرة إلى المرشد الإيراني، وتم عقد لقاءات تمهيدية في مسقط مع وزير الخارجية الإيراني، مما يشير إلى وجود رغبة أمريكية حقيقية في إيجاد حل دبلوماسي يحفظ ماء الوجه.

الضربة الاستعراضية… خيار نظري

ورغم استبعاد الضربة العسكرية المباشرة، لم يستبعد السيد هاني إمكانية لجوء واشنطن إلى تنفيذ ضربة استعراضية متفق عليها مسبقًا مع موسكو وطهران، على غرار الضربة الأمريكية في سوريا عام 2017، لتسجيل موقف سياسي دون تصعيد فعلي.

خيبة أمل إسرائيلية

وفي ختام تحليله، كشف السيد هاني أن قرار الولايات المتحدة بعدم التصعيد العسكري قد تم إبلاغه بالفعل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي تسبب في خيبة أمل لدى تل أبيب، التي كانت تراهن على موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه إيران.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى