تحذيرات وقلق دبلوماسي.. بكين تتحرك لإجلاء مواطنيها من بؤر التوتر

في ظل تصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وإيران واحتدام المواجهات العسكرية، بدأت السفارة الصينية في تل أبيب تنفيذ خطة لإجلاء رعاياها من الأراضي المحتلة، معلنة في بيان رسمي أنها ستباشر تنظيم مغادرتهم على دفعات بدءًا من يوم الجمعة المقبل. القرار جاء بعد تحذيرات متكررة من احتمال تفاقم الصراع وخروجه عن السيطرة، خاصة مع ارتفاع حصيلة القتلى واستمرار الغارات المتبادلة بين الجانبين.
أوضحت السفارة في إشعار رسمي أن الوضع الميداني يتسم بدرجة عالية من الضبابية وعدم الاستقرار، مشيرة إلى أن التطورات المتسارعة لا تستبعد احتمالية الدخول في مواجهة إقليمية أوسع. ودعت المواطنين الصينيين إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر والاستعداد للمغادرة في أقرب وقت ممكن، في ظل مخاوف أمنية متصاعدة.
في المقابل، أطلقت السفارة الصينية في طهران تحذيرات مماثلة، مطالبة رعاياها هناك بمغادرة الأراضي الإيرانية فورًا عبر المعابر البرية، في ظل تزايد احتمالات تعرض البلاد لمزيد من الضربات الجوية الإسرائيلية. وأوضحت السفارة في بيان نشرته عبر تطبيق “وي تشات” أن مغادرة البلاد في الوقت الراهن تمثل الخيار الأكثر أمانًا لحماية أرواح المواطنين الصينيين، في ظل ظروف أمنية غير مسبوقة.
هذه التطورات الميدانية المتسارعة دفعت بكين إلى إعلان موقف دبلوماسي صريح، عبّر عنه وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي قال إن بلاده “قلقة بشدة من احتمال انفلات الصراع وخروجه عن السيطرة”. وفي اتصالات هاتفية مكثفة مع عدد من وزراء خارجية دول المنطقة، وعلى رأسهم نظيراه المصري والعُماني، حمّل وانغ تل أبيب مسؤولية التصعيد، متهمًا إياها بـ”تجاهل القانون الدولي، وخلق حالة من التوتر غير المسبوق في الشرق الأوسط”.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانًا أوضحت فيه أن بكين تراقب عن كثب الوضع الأمني في المنطقة، محذّرة من أن الاستمرار في التصعيد قد يجرّ الشرق الأوسط إلى “هاوية مجهولة”، داعية إلى وقف فوري للأعمال العدائية والعودة إلى الحوار السياسي كحل وحيد للحفاظ على الاستقرار.