المزيدمقالات
أخر الأخبار

حازم رفعت يكتب: عيد الملاك ميخائيل… حارس السماء نور وحماية

حازم رفعت يكتب: عيد الملاك ميخائيل… حارس السماء نور وحماية

عيد الملاك ميخائيل، ذاك اليوم الذي تشرق فيه الكنيسة القبطية بأنوار السماء، وتحتفل فيه الأرض بملاكها الحارس، رئيس جند الرب، وسيف العدالة الإلهية. في الثاني عشر من كل شهر قبطي، وخاصة في هاتور وبؤونة، تتعالى الترانيم وترفع الصلوات، إذ يذكر اسم ميخائيل في القلوب قبل الأفواه، ذاك الذي قاد الملائكة في معركة النور ضد قوى الظلام، فصار رمزًا للنصرة والحماية والشفاعة.

ميخائيل، ومعناه “من مثل الله؟”، ظل عبر الأجيال حارسًا للكنيسة، شفيعًا للمؤمنين، وراعيًا للمدن والأديرة، يحمل في يده رمح النور ليطعن به كل شر، ويظل واقفًا أمام العرش الإلهي يرفع صلوات البشر. في هذا العيد، تتزين الكنائس وتمد الموائد للفقراء، وتختلط أفراح السماء بأفراح الأرض، في مشهد روحي بديع يذكرنا أن للسماء أجنحة تحرسنا وأن للرجاء ملاكًا اسمه ميخائيل.

عيد الملاك ميخائيل

في طقوس الاحتفال بعيد الملاك ميخائيل، تتزين الكنائس بالشموع والورود، وترفع البخور وسط ألحان الفرح والتسبيح، بينما يجتمع المؤمنون للصلاة وطلب الشفاعة. وتروي الكنيسة قصص معجزاته، مثل إنقاذه للمدن من الجفاف أو الشفاء من الأمراض، فيشعر الجميع بحضوره الحاني ورعايته المستمرة. في نهاية القداس، توزع الأطعمة على الفقراء، ليكتمل العيد بمحبة وعطاء يملأ القلوب سلامًا وفرحًا.

سبب الاحتفال بعيد الملاك ميخائيل يرجع لتحويل الكنيسة القبطية أعياد وثنية قديمة إلى أعياد مسيحية، خاصة في 12 بؤونة الذي كان مرتبطًا ببدء فيضان النيل عند المصريين القدماء، فصار تذكارًا للملاك ميخائيل كشفيع يطلب الخير والنماء لمصر. بينما تاريخ نشأة العيد، فبدأ مع دخول المسيحية مصر، حيث استبدلت الكنيسة عيد “زحل” الوثني في الإسكندرية بعيد الملاك ميخائيل، وبنيت أول كنيسة باسمه بدل هيكل زحل في القرن الرابع الميلادي تقريبًا.

وهكذا يبقـى عيد الملاك ميخائيل علامة مضيئة في سماء الإيمان، يجمع القلوب على المحبة والرجاء، ويذكرنا دومًا بأن هناك من يحرسنا ويرافقنا في دروب الحياة. في كل عام، تتجدد البركة وتتعالى الصلوات، ليظل الملاك ميخائيل رمزًا للنصرة والسلام في قلوب المصريين وكل المؤمنين. كل عيد وأنتم في حماية السماء وأجنحة الملائكة.

وفي الختام، تظل أعياد الملاك ميخائيل فرصة من أجل أن نجدد العهد مع السماء، ونستمد من حضوره قوة وثباتًا في مواجهة تحديات الحياة. ففي حضرة الملاك، تتلاشى المخاوف وتزهر الأرواح أملًا، ليبقى اسمه منارة تهدي القلوب إلى السلام والفرح. فليكن عيده بركة لكل بيت، ونورًا يضيء دروبنا دائمًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى