أخبارتقارير و تحقيقات

ملف إبستين يشتعل من جديد: ضغوط على الكونغرس وترامب في مرمى الاتهام

 

كتبت: رانيا سمير

رغم مرور سنوات على وفاته في زنزانته عام 2019، ما زال اسم جيفري إبستين، الممول الراحل المتهم بإدارة شبكة واسعة من الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي للقاصرات، يثير الجدل ويضغط على مفاصل السياسة الأمريكية.  تعود قضيته إلى الواجهة من جديد، ليس فقط كملف جنائي معلق، بل كقضية سياسية تتقاطع مع ملفات ترامب والديمقراطيين والانقسامات الحادة داخل المجتمع الأمريكي.

الكونغرس تحت ضغط الإفصاح الكامل

في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت الأصوات داخل الكونغرس، مطالبة بالكشف الكامل عن شهادات هيئة المحلفين الكبرى وكافة الوثائق المتعلقة بالقضية.
من أبرز هؤلاء النواب الجمهوري تيم بورشيت، الذي اعتبر أن التدابير التي اتخذتها وزارة العدل حتى الآن “غير كافية”، في ظل إخفاء متعمد – وفق تعبيره – للمعلومات التي تهم الرأي العام الأمريكي.

وعلى الرغم من نشر بعض الملفات في وقت سابق، إلا أنها لم تتضمن معلومات جديدة أو حساسة، ما عمّق الشكوك حول وجود “تستر مقصود” أو انتقائية في الإفراج عن الوثائق.

ترامب في مرمى الاتهام.. وإنكار متكرر

تعود علاقة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بإبستين إلى الواجهة مجددًا، حيث تداولت وسائل إعلام أمريكية، بينها “نيويورك تايمز”، تقارير عن صداقات قديمة وجلسات عشاء خاصة وتبادل رحلات جوية على متن الطائرة الخاصة لإبستين.

وفي المقابل، ينفي ترامب بشدة أي تورط، وذهب إلى حد وصف التحقيقات والضجة الإعلامية بأنها “خدعة” تهدف إلى تشويه سمعته، متهماً خصومه الديمقراطيين بـ”فبركة ملفات” لصرف الانتباه عن قضايا أكبر كـ”تزوير انتخابات 2020″، بحسب زعمه.

وبينما حاول استغلال القصة سياسيًا بمطالبة الديمقراطيين بالكشف الكامل عن الوثائق، يرى أنصاره أن الإدارة الحالية تتعمد طمس الحقائق. لكنّ مراقبين يعتبرون أن تضارب مواقف ترامب أضعف صدقيته حتى داخل قاعدته.

انقسامات داخل قاعدة “ماغا”

اللافت أن ملف إبستين تسبب بانقسامات داخل قاعدة أنصار ترامب نفسها، خصوصًا في أوساط حركة “ماغا”. البعض يرى ضرورة الكشف الشفاف عن كل ما يتعلق بالقضية، ولو طال ذلك شخصيات جمهورية أو حليفة. آخرون يفضلون تجاهل الملف، ويعتبرونه جزءًا من “حرب إعلامية” ضد زعيمهم.

 

وزارة العدل: لا دليل على “شبكة ابتزاز” حتى الآن

أما وزارة العدل الأمريكية، فلا تزال تصر على أن التحقيقات لم تكشف حتى الآن عن “قائمة عملاء” مفصلة، ولا عن شبكة ابتزاز واسعة، كما روّجت بعض نظريات المؤامرة.
ورغم استمرار الدعوات للكشف عن “قائمة المتورطين”، تلتزم الوزارة الصمت في بعض الجوانب، مع الإشارة إلى أن انتحار إبستين في السجن أنهى المسار الجنائي المباشر.

إلا أن محامين سابقين عملوا مع إبستين، بدأوا مؤخرًا بالمطالبة بالكشف عن شهادات هيئة المحلفين الكبرى، بدعوى أن فيها معلومات قد تُغير مسار الفهم العام للقضية.

جدل متصاعد على شبكات التواصل.. ونظريات بلا نهاية

قضية إبستين لا تزال أيضًا حديث مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل، خاصة في أوساط المهتمين بنظريات المؤامرة، حيث يتم تداول أسماء، وصور، ومعلومات غير مؤكدة عن شخصيات نافذة يُعتقد أنها كانت على صلة بإبستين.

في المقابل، يرى خبراء الإعلام والسياسة أن استمرار تداول القضية على هذا النحو، وغياب موقف رسمي حاسم، يعكس حالة عدم الثقة العميقة بين الجمهور الأمريكي ومؤسساته، ويكرس الانقسام السياسي والاجتماعي المتسع أصلًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى