مقالات

الناقد حاتم عبد الهادى يكتب :قراءة تحليلية لكتاب يعالج القضايا الإسلامية الكبرى المواطنة في الإسلام

الناقد حاتم عبد الهادى يكتب :قراءة تحليلية لكتاب يعالج القضايا الإسلامية الكبرى
المواطنة في الإسلام

صدر كتاب ” المواطنة في الإسلام ” للكاتب والناقد وشاعر مصرمحمود حسن عبدالتواب ابن  الشيخ الراحل حسن عبدالفتاح أحد أئمة وعلماء الأزهر الشريف عن دار شعلة الإبداع وبالتعاون مع مؤسسة الكرمة للتنمية الثقافية

‎كيف كان حال المواطنة فى الدول التي فتحها المسلمون ، وأصبحت تحت حكم الإسلام ؟
‎يقول الكاتب والشاعر محمود حسن في القسم الثاني من الكتاب : من المعروف أن الدولة الإسلامية اتسعت رقعتها اتساعا كبيرا في فترة زمنية صغيرة ، وتنامي المد الإسلامي وسيطرت الحضارة الإسلامية تقريبا على معظم الكرة الأرضية ’ سواء في الخلافة الأولى وعاصمتها المدينة المنورة بقيادة الخلفاء الراشدين من الصحابة، أو الخلافة الثانية وعاصمتها دمشق بقيادة بني أمية ، أو الخلافة الثالثة وعاصمتها بغداد بقيادة بني العباس .
‎تداخلت العرقيات والثقافات والأعراف ما بين عربية و رومية وفارسية وقبطية و إفريقية وغيرها , وإن سيطرت الثقافة العربية بحكم الغلبة والتفوق السياسي والعسكري والعلمي أيضا .
‎كانت معظم البلدان في شتى بقاع الأرض تعاني من ديكتاورية مقيتة ، وعدم عدالة اجتماعية أودت ربما بمفهوم الإنسان والإنسانية إلا ما ندر ” كالحبشة على سبيل المثال , ذلك أن ملكا عادلا كان يحكمها ، يدين بدين سماوي وهو النَّصرانية ، وكان الرجل مثقفا ومطلعا واسع الاطلاع ، ورجل دولة من الطراز الأول ” .
‎وبعيدا عن تسميتنا نحن المسلمين لضم البلاد إلى الدولة الإسلامية بـ ” الفتوحات الإسلامية ” وتسمية غيرنا لها بـ ” الغزو الإسلامي ” ماذا لو عدنا قليلا إلى التاريخ القديم لنري كيف تعاملت الإمبراطوريات الكبري عبر التاريخ مع مواطني البلاد التي فتحوها – من وجهة نظرهم – أو غزَوها من وجهة نظر أهل هذه البلاد ؟ ثم نظرنا في التاريخ الحديث أيضا وما عُرف بالاستعمار ’ وكذلك ناقشنا التطبيق المنحرف لجماعة ينتسبون إلي الإسلام في أيامنا هذه ’ على أن نختم هذا الجزء من البحث بالإجابة على السؤال المطروح آنفا ” كيف كان حال المواطنة فى الدول التي فتحها المسلمون ، وأصبحت تحت حكم الدولة الإسلامية ؟ ”
‎أولا : التاريخ القديم
‎1 – احتلال الهكسوس لمصر :
‎الهكسوس هم شعوب بدوية من أصول عمورية دخلت مصر في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريبا في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر .
‎يقول المؤرخون ” الهكسوس لم يكسبوا حب المصريين وتكبروا عليهم وسخروا منهم وهم على قوتهم التى مكنت لهم من حكم مصر، إلا أنهم لم يتمكنوا من الإسهام في الحضارة الإنسانية عامة ولا المصرية خاصة، بأي نصيب قل أم كثر ، ولم يتركوا آثارا ذات قيمة كبيرة من أي نوع، باستثناء بعض التماثيل والألواح الحجرية والأواني هنا أو هناك، فلم يتركوا سيرة لهم عن أي نظام اجتماعي أو قانوني أو ثقافي يذكر . ”
‎ويقول المؤرخ السندباد المصري الدكتور حسين فوزي في كتابه “حكايات السندباد القديم” بأنهم شعب ظهر فجاة واختفى فجأة . ” منقول بالكامل ”
‎2 – اليهود والرومان :
‎استولى فيسباسيانوس، في العام 68 من الميلاد، على كل أرض يهودا عدا أورشليم، التي ضرب عليها حصارًا قاسيًا في العام التالي، وعندما بلغه خبر مقتل نيرون توجه إلى روما لتولي الحكم، وترك ابنه تيتوس على رأس الجيش المُحاصِر
‎بقي تيتوس يحاصر أورشليم لمدة ستة أشهر، ثم دخلها في العام 70 من الميلاد، وأشاع فيها التخريب ودمر الهيكل اليهودي
‎منذ هذا العهد صارت يهودا تحت حكم موظف من (مجلس الشيوخ الروماني)، شحن مدينة أورشليم بالجُند، فتحولت إلى ما يشبه «المنطقة العسكرية ”
‎ووفقًا لموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري، فإن هدم الهيكل قد تبعه فرض ضريبة عقابية تحت اسم «الضريبة اليهودية»، كانوا يرسلونها إلى معبد جوبيتر في روما، ما أسهم في إحساس اليهود بالإهانة . وهكذا أُلغِيَت تمامًا الدولة اليهودية ( 1) التفاصيل المثيرة لحكاية اليهود مع الرومان .. وليد فكري .. موقع منشور .. نشر في 16/2/2018 م .
‎3 – اليهود والمسيحيون والفرس :
‎تحالف اليهود مع الفرس ضد الدولة البيزنطية وضد المسيحيين .. واستولوا على القدس بعد حصار دام عشرين يوما في يوليو سنة 614 م بعد انتصار الجيش الساساني اليهودي .
‎يقول المؤرخون ” وفقًا لما ذهب إليه أنطونيوس ستراتجويس، والذي يبدو أنه يتبنى نفس وجهة النظر اليونانية البيزنطية ويظهر عداءً واضحًا لليهود, ذُبح عشرات الآلاف من المسيحيين يصل عددهم بحسب ما ورد على أقل تقدير 30000 مسيحي
‎وتم ترحيل 37000 آخرين على أيدي الفرس وبيع آلاف مؤلفة من السكان كعبيد لليهود ، ويشير ستراتجويس إلى أن اليهود اشتروا المسيحيين بهدف قتلهم ، وتم حرق جميع الأديرة والكنائس ” .
‎4 – احتلال المغول لعاصمة الخلافة الإسلامية بغداد :
‎في التاسع من صفر سنة 656 هجرية العاشر من فبراير سنة 1258 ميلادية فوجىء أهل بغداد بالمغول على أطرافها ، والقصة الشهيرة لخيانة الوزير مؤيد الدين بن العلقمي – لشىء في نفسه ولثأر شخصي له ولشيعته – ، دخل هولاكو بغداد ، وقام قائده كتبغا ” واسمه كيتو بوقا نويان ، وهو تركي مسيحي ” وأعملوا السيف في رقاب المسلمين بضعا وثلاثين يوما وقَتل حسب بعض المؤرخين حوالي ألف ألف مسلم ، وقَتل الفقهاء والعلماء وخطباء المنابر وشيوخ القبائل والنساء والأطفال ، وقتل أبناء الخليفة المستعصم أمامه ، وسبى أخواته ، ثم أمر بخليفة المسلمين فوُضِعَ في جوال وأمر برفسه بالأقدام حتى مات ، وفي جريمة إنسانية كبيرة ، تم تدمير مكتبة بغداد حتى صبغ ماء الفرات باللون الأسود من ذوبان أحبار هذه الكتب ، مكتبة بغداد كانت تحوي ملايين الكتب والمجلدات والمراجع ، وألقى بهذه الكتب في نهر دجلة ، وعبر عليها جنوده ” فماذا لو كان أمر بحمل هذه الكتب إلى عاصمته المغول ( قراقورم ) ؟ !! .
‎امتلأت بغداد بالجثث المتعفنة في الشوارع وتحت الأنقاض وفي النهر وفي كل زاوية من زوايا بغداد ، وكان دفْن هذه الجثث مسؤولية شاقة ، وانتشرت الأوبئة والأمراض ، فأعطى هولاكو أمانا لسكان بغداد كي يخرجوا لدفن القتلى والأشلاء ، وخاف على جنوده فخرج بهم من بغداد ولم يترك غير حامية صغيرة ، ولكن انتشرت الأمراض ومن لم يمت بالطَّعن مات بالطاعون كما يقولون . وقالوا أيضا كانت بغداد بين قهقهات المغول ونحيب النساء والأطفال .
‎أما ابن العلقمي فحسب روايتين إحداهما تقول إن هولاكو لم يأمن خيانته مرة أخري فقتله ، وتقول الثانية إن هولاكو جعله خليفة على بغداد وكان جند المغول يهينونه كلما مروا به ورأته سيدة من بغداد على حاله تلك فقالت له ” أهكذا كان بنو العباس يعاملونك ؟ ”
والمغول قوم نشأوا في شمال الصين في صحراء ( جوبي ) من منغوليا ، وكانوا يعبدون الأصنام والكواكب ، ثم أسس جنكيز خان ديانة غريبة هي خليط من الإسلام والمسيحية والبوذية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى