مستوطنات بشرية قديمة تكشف أسرار الحياة في الجزيرة قبل 11 ألف عام

تشكل الجزيرة العربية واحدة من أقدم مناطق الاستيطان البشري في العالم، إذ لم تكن في العصور الغابرة مجرد صحراء قاحلة كما قد يعتقد البعض اليوم بل كانت مهدا لحضارات إنسانية مبكرة تركت بصماتها على تاريخ البشرية وقد كشفت مؤخر الدراسات والابحاث الأثرية عن وجود مستوطنات بشرية في شمال الجزيرة العربية تعود إلى أكثر من 11 ألف عام ما يفتح بابا واسعا لفهم التحولات البيئية والاجتماعية التي مرت بها المنطقة.
فريق من علماء الآثار السعوديين الدوليين ضمن أعمال هيئة التراث السعوديةأعلن عن العثور على بقايا مستوطنة قديمة في مناطق مثل العُلا وتيماء وشمال حائل، حيث أظهرت التنقيبات وجود أدوات حجرية ومساكن بدائية تشير إلى أن الإنسان عاش حياة مستقرة نسبيًا بعد أن كان يعتمد على الترحال والصيد.
تشير الدراسات إلى أن هذه المستوطنة لم تكن مجرد تجمع عابر، بل مركزًا بشريًا مستقرًا تميز بوجود ادوات صيد من الصوان والعظام واواني حجرية بدائية لحفظ المياه والطعام ودلائل على ممارسة الزراعة البدائية والرعي.
ويعتقد أن المناخ في تلك الفترة كان أكثر اعتدالا ورطوبة مما سمح بتوفر موارد المياه والغطاء النباتي الذي شجع الإنسان على الاستقرار.
كما تمثل هذه المستوطنة مرحلة انتقالية من حياة الصيد والتنقل إلى الاستقرار وتشكيل القرى الأولى.
تؤكد أن الجزيرة العربية كانت جسرا حضاريا يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وتسلط الضوء على دور المنطقة في الهجرات البشرية الكبرى، حيث عبرت منها مجموعات بشرية نحو الشمال.
نرى اليوم الصحراء الممتدة في شمال الجزيرة قد يصعب تخيل أن هذه الأرض كانت يوما عامرة بالمزارع والبحيرات الصغيرة لكن البحوث الجيولوجية أثبتت أن المنطقة شهدت فترات مطيرة جعلتها صالحة للحياة، قبل أن يتغير المناخ تدريجيا ويأخذ شكل الجفاف الذي نراه الآن.