تقارير و تحقيقات

تعرف على  صاحب شفرة اللغة النوبية التي حيرت العدو في حرب أكتوبر

حسام حفني

 

يعد اسم البطل النوبي أحمد محمد أحمد إدريس أحد الأسماء التي خلدها التاريخ المصري بحروف من نور فقد كان وراء فكرة غيرت موازين الحرب وأسهمت في تحقيق نصر أكتوبر العظيم عام 1973 الفكرة كانت استخدام اللغة النوبية كلغة سرية مشفرة في الاتصالات بين قادة الجيش المصري وجنوده وهي فكرة لم تخطر ببال العدو ولم يتمكن من فك رموزها

 

بدأت القصة عندما كان إدريس مجندًا في قوات حرس الحدود وعلم أن الرئيس أنور السادات يبحث عن وسيلة للتغلب على أزمة فك الشفرات خلال الحروب فعرض فكرته على قائده وأوضح أن اللغة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط ولا تُكتب في أي قواميس الأمر الذي يجعلها بعيدة تمامًا عن قدرة إسرائيل على فهمها أو اعتراضها

 

الفكرة انتقلت من القادة إلى رئيس الأركان ثم إلى الرئيس السادات الذي استدعى إدريس بنفسه يقول إدريس في شهادته لقد ارتجفت عندما قابلت الرئيس السادات لأول مرة لكنه طمأنني بابتسامة وقال فكرتك ممتازة كيف ننفذها فشرحت له أن المجندين النوبيين في قوات حرس الحدود يجيدون اللغة النوبية القديمة وليس لغة نوبيي 1964 بعد بناء السد العالي فابتسم السادات وأكد أنه يعرف ذلك لأنه كان في يوم من الأيام قائد إشارة بحرس الحدود

 

بالفعل تم تجميع ما يقرب من سبعين مجندًا نوبيًا من قوات حرس الحدود وتدريبهم على تبادل الرسائل المشفرة بهذه اللغة وبدأ العمل على الفكرة منذ عام 1971 وحتى اندلاع حرب أكتوبر 1973 لتكون اللغة النوبية أداة سرية لنقل التعليمات بين القيادات دون أن يستطيع العدو اعتراضها

 

كانت كلمة أوشريا والتي تعني بالعربية اضرب هي الأشهر في قاموس الشفرات النوبية إلى جانب جملة ساع آوي أي الساعة الثانية وعند وصول هاتين الكلمتين إلى كل الوحدات العسكرية في السادس من أكتوبر بدأت ساعة الصفر لتنطلق القوات المصرية كل في موقعه يقهر المستحيل ويحقق أعظم انتصار

 

الصول أحمد إدريس ظل محتفظًا بالسر حتى سنوات طويلة بعد الحرب بعدما أمره الرئيس السادات بعدم البوح به وهدده بالإعدام لو أفصح عنه وقد استمر استخدام اللغة النوبية كشيفرة سرية في بعض الاتصالات حتى عام 1994

 

رحم الله البطل أحمد إدريس الذي حول لغته الأم إلى سلاح استراتيجي أربك العدو وأسهم في كتابة ملحمة العبور والنصر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى