تقارير و تحقيقات

الضربة الجوية شرارة النصر وبداية معركة العبور الكبرى

حسام حفني

في تمام الساعة الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973انطلقت الضربة الجوية المصرية الأولى لتكون الشرارة التي أشعلت نيران معركة العبور الكبرى ومفتاح النصر في حرب أكتوبر المجيدة شارك في هذه الضربة ما يقرب من مئتي طائرة مقاتلة مصرية بينما تشير بعض المصادر إلى أن العدد اقترب من مئتين وعشرين طائرة كانت أهداف الضربة واضحة ودقيقة حيث سعت لتحقيق عنصر المفاجأة الاستراتيجي وشل مراكز القوة الإسرائيلية في سيناء المحتلة وشملت تدمير المدارج الرئيسية في المطارات العسكرية مثل مطاري المليز وبير تمادا وضرب مواقع صواريخ أرض جو من طراز هوك وإسكات مراكز القيادة والسيطرة ومحطات الإنذار والرادار إضافة إلى تدمير محطات التشويش والإعاقة الإلكترونية واستهداف النقاط الحصينة في خط بارليف

 

شاركت في الضربة مجموعة متنوعة من الطائرات معظمها من الطرازات السوفيتية الصنع التي شكلت العمود الفقري للقوات الجوية المصرية فقد برزت مقاتلات ميج واحد وعشرين التي أدت دورا مزدوجا في القصف الجوي وحماية باقي التشكيلات كما شاركت طائرات سوخوي سبعة الهجومية التي تخصصت في استهداف المواقع الحصينة والدشم بينما لعبت طائرات ميج سبعة عشر دورا فعالا في الهجمات الأرضية على ارتفاعات منخفضة

 

كما استخدمت القوات الجوية المصرية قاذفات توبوليف تو ستة عشر الثقيلة لضرب أهداف استراتيجية في العمق وقاذفات إليوشن إل ثمانية وعشرين المتوسطة لقصف مواقع محددة وشاركت أيضا طائرات ميراج خمسة الفرنسية الصنع في عدد من الطلعات القتالية

 

ولم يكن الدعم العربي بعيدا عن المشهد إذ ساهمت طائرات هوكر هنتر العراقية في الضربة الجوية الأولى لتؤكد وحدة الصف العربي في معركة الكرامة

 

بهذه الضربة المحكمة نجحت القوات الجوية المصرية في فتح الطريق أمام قوات العبور وإرباك الدفاعات الإسرائيلية لتبدأ معركة من أنصع صفحات التاريخ العسكري الحديث التي أثبتت أن التخطيط الدقيق والإيمان بالوطن قادران على قلب موازين القوى وتحقيق النصر المستحيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى