خرافات مرض السكر بين الحقيقة والأسطورة

بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمرض السكري تبرز الحاجة الماسة لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تحيط بهذا المرض المزمن والتي قد تعيق الرعاية الذاتية الفعالة وتؤثر سلبا على نوعية حياة الملايين في خضم انتشار المرض تداول الناس مجموعة من الخرافات الطبية التي تحتاج إلى تفنيد بالحقائق العلمية
إحدى أبرز الخرافات هي الاعتقاد بأن تناول السكر مباشرة يسبب السكري الحقيقة العلمية تؤكد أن السكري من النوع الثاني هو حالة معقدة تنجم عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة ورغم أن النظام الغذائي الغني بالسكريات يمكن أن يؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن وهما عاملان رئيسيان للإصابة إلا أن السكر بحد ذاته ليس السبب المباشر الوحيد
أما الخرافة الثانية التي تقلل من خطورة المرض فتقول إن السكري ليس مرضًا خطيرًا نتيجة شيوعه وهذا اعتقاد مضلل فالسكري لا يوجد له علاج شافٍ حتى الآن وإهمال السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم يؤدي إلى مضاعفات جهازية خطيرة قد تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الأعصاب الاعتلال العصبي والفشل الكلوي ومشاكل العين التي قد تصل إلى العمى بالإضافة إلى تقرحات القدم التي قد تنتهي بالبتر
كما تنتشر خرافة ثالثة مفادها أن السكري يصيب الأشخاص الذين يعانون من السمنة فقط بينما تظل السمنة وزيادة الوزن عامل خطر قوي إلا أن السكري من النوع الثاني يمكن أن يصيب أي شخص بما في ذلك الأفراد ذوو الوزن الطبيعي أو النحفاء خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي للمرض أو عوامل خطر أخرى
وهناك خرافة رابعة تشير إلى أنه يجب على مرضى السكري تجنب السكر والنشويات تمامًا هذا الإدعاء غير صحيح فمرضى السكري يحتاجون إلى نظام غذائي متوازن يشمل الكربوهيدرات النشويات كمصدر رئيسي للطاقة الأهم هو التحكم في الكميات واختيار الكربوهيدرات المعقدة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض والموازنة بينها وبين الأنسولين أو الأدوية الموصوفة
وتعتقد خرافة خامسة بأن السكري يؤدي دائمًا إلى العمى أو البتر وهذه مبالغة مثيرة للقلق ففي حين أن هذه المضاعفات موجودة إلا أن الرعاية الطبية المنتظمة والمتابعة الدقيقة لمستويات السكر والضغط والكوليسترول والالتزام بخطة العلاج ونمط الحياة الصحي يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر حدوث هذه المضاعفات والحفاظ على نوعية حياة طبيعية
ومن الخرافات السادسة الشائعة أن الأنسولين هو الملاذ الأخير ويعني فشل العلاج الحقيقة أن الأنسولين هو علاج حيوي وفعال لجميع مرضى السكري من النوع الأول وقد يصبح ضروريًا لمرضى النوع الثاني مع تقدم المرض أو في حالات معينة البدء في استخدام الأنسولين في الوقت المناسب قد يمنع المضاعفات ويحسن السيطرة على المرض ولا يشير أبدًا إلى الفشل
أما الخرافة السابعة فتقول إن الأطعمة المخصصة لمرضى السكري هي خيار صحي وأفضل دائمًا في الواقع غالبًا ما تكون هذه الأطعمة غالية الثمن وقد تحتوي على دهون أو سعرات حرارية عالية أو تكون محلاة ببدائل السكر التي قد لا تكون الخيار الأمثل دائمًا الخيار الأفضل هو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل أطعمة طبيعية ومغذية للجميع وليس فقط للمصابين بالسكري
وأخيرًا هناك خرافة ثامنة تروج لاعتقاد أن مرضى السكري لا يمكنهم ممارسة الرياضة أو قيادة السيارة وهذا غير صحيح بالمرة النشاط البدني المنتظم هو جزء أساسي من خطة علاج السكري لتحسين حساسية الأنسولين بشرط تعديل جرعات الأدوية ومراقبة سكر الدم قبل وأثناء وبعد التمرين كما يمكن لمرضى السكري القيادة بأمان شريطة الحفاظ على مستويات السكر في النطاق الآمن وتجنب نوبات انخفاض السكر نقص السكر في الدم






