المخاطر الصحية للاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية الدايت

احمد ماهر
تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية الدايت الخالية من السكر أو المحلاة صناعيًا يمكن أن يكون له تأثيرات متعددة على الجسم رغم تسويقها كبديل صحي للمشروبات السكرية التقليدية المحليات الصناعية مثل الأسبارتام والسكرالوز والسكارين التي تمنح الطعم الحلو بدون سعرات حرارية تعتبر العامل الرئيسي وراء هذه التأثيرات
أحد أبرز الجوانب هو تأثير هذه المشروبات على الوزن والتمثيل الغذائي فالعكس من الاعتقاد بأنها تساعد في فقدان الوزن أظهرت بعض الدراسات ارتباط الاستهلاك المنتظم لمشروبات الدايت بزيادة محيط الخصر وزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسكري من النوع الثاني ويعزى ذلك إلى أن المحليات الصناعية قد تزيد الرغبة في تناول الحلويات والأطعمة عالية السعرات أو قد تؤثر سلبًا على استجابة الجسم للأنسولين والجلوكوز
هناك أيضًا أدلة متزايدة على تأثير مشروبات الدايت على صحة الأمعاء الميكروبيوم حيث يمكن أن تغير المحليات الصناعية تكوين وتنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء مما يؤدي إلى اضطرابات هضمية وربما يؤثر على وظيفة المناعة والمزاج بمرور الوقت الميكروبيوم المعوي مهم للعديد من العمليات الحيوية وأي خلل فيه يمكن أن يترتب عليه آثار صحية أوسع
وعلى صعيد القلب والأوعية الدموية أظهرت بعض الدراسات الرصدية ارتباط الاستهلاك اليومي لهذه المشروبات بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب رغم الحاجة لمزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت العلاقة سببية أم ارتباطية كما تؤثر هذه المشروبات على صحة الأسنان فالطبيعة الحمضية لمشروبات الدايت قد تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان مع مرور الوقت
وأخيرًا مسألة الترطيب فاعتماد مشروبات الدايت كمصدر رئيسي للسوائل قد يحل محل الماء وهو أمر غير صحي حيث الماء هو السائل الأمثل للترطيب والوظائف الحيوية في الجسم بشكل عام المشروب الدايت العرضي لا يشكل خطرًا كبيرًا لكن الإفراط في الاستهلاك اليومي والمنتظم يتطلب توخي الحذر والاعتدال






