
تكريم الشارقة لنقاد ومبدعي مصر
كتب / حاتم عبدالهادي السيد
تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور سعادة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، والأستاذ محمد القصير رئيس إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، والأستاذ الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أقيمت اليوم الدورة التاسعة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، حيث تم اختيار أربعة من الأدباء والمثقفين والمفكرين المصريين لتكريمهم في هذه الدورة، وهم الدكتور محمد عناني، الدكتور يوسف نوفل، الأديب سمير الفيل، الأديبة صفاء عبد المنعم، وذلك في تمام الساعة ١٢ ظهرًا في مقر المجلس الأعلى للثقافة، بحضور نخبة من أدباء مصر ومثقفيها، ويأتي الملتقى تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بهدف تكريم الشخصيات العربية التي أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، إيمانًا من سموه بأهمية دعم المثقفين العرب الذين ساهموا في إثراء المشهد الثقافي العربي، وقام بتقديم الحفل الشاعر محمد المتيم. بدأ الحفل بكلمة الأستاذ الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة نيابةً عن وزيرة الثقافة المصرية، حيث بدأ حديثه بالترحيب بالحضور في القاهرة قبلة المثقفين العرب، ناقلًا ترحيب وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، ومثمنًا هذه الاحتفالية التي جاءت بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة والتي تستضيفها القاهرة بكل سعادة واعتزاز فهي بمثابة جائزة ثقافية تضاف إلى رصيد الجوائز العربية وترسخ دعائم مشروع الشارقة الثقافي والذي يتابعه الجميع في مصر بكل الاعتزاز والتقدير، وهذه المبادرة تقدم شيئًا جديدًا ومهمًا، وهو تكريم الأدباء في بلدهم وسط أهلهم، وهو الأمر الذي يحمل تقديرًا كبيرًا لإسهام المثقفين ويؤكد الدور العظيم الذي يلعبه المثقفون العرب وتثمن دورهم في الارتقاء بالشأن الثقاقي وتعد حافزًا لهم لمزيد من التألق، وإمداد الساحة بعطائهم ودورهم الريادي في خدمة الثقافة العربية، واختتم كلمته بتحية إعزاز وتقدير لصاحب السمو لرعايته لهذه الملتقى ومجهوداته الدائمة لخدمة الثقافة موجهًا التحية والشكر لدائرة الثقافة بالشارقة على إدارته المميزة وحضوره.
ثم استمع الحضور بعد ذلك لكلمة دائرة الثقافة بالشارقة التي قرأها سعادة عبدالله العويس رئيس الدائرة: تتجدد البهجة والسعادة بتجدّد اللقاءات الأخوية وتتعزّز أواصر المحبّة، عندما تكتمل عناصرها التي يتوّجها التّواصل العربي والتعاون المشترك؛ وهذا ما تجسّده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجـمهورية مصر العربية، في ظلّ قيادةٍ رشيدةٍ تؤمن بأهمية استمرار التّواصل العربي في المجالات كافةً.
وها نحن اليوم نمثل معًا نموذجًا لهذه المبادئ من خلال اجتماعنا في “ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي” في دورته التاسعة ويهدف إلى تكريم الشّخصيات الثّقافية العربية التي أثرت السّاحة الثقافية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتعدّدة.
ولقد حرص الملتقى أن يتخذ من مصر مُبتدأً لانطلاق فعالياته، ومنها إلى كافة الدول العربية، وبعد أن تنقّل الملتقى بين أقطار الوطن العربي، نعود اليوم للمرّة الثالثة لتكريم كوكبةٍ جديدةٍ من أدباء مصر ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوّع.
وأتشرف في هذا المقام بأن أنقل إليهم تهنئة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على هذا التكريم، تقديرًا لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة، كما أتشرف بأن أنقل إليكم جميعًا تحيات سموه وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق.
كما ويسعدني في هذه المناسبة، أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى معالي الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، وإلى أعضاء فريق العمل، على تعاونهم المثمر لتنظيم هذا الحفل الرفيع.
ثم استمع الحضور بعد ذلك إلى كلمة من المكرمين حيث بدأت بكلمة الدكتور محمد عناني والتي أعرب فيها عن سعادته بهذا التكريم، ومعتبرًا ذلك الملتقى تكريمًا من المثقفين العرب لسمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي” الذي إذا ذُكرَ ذُكرَ البحث العلمي والأدب العربي وقد تضافرا، وصفاء النفس وصدق الفكر وقد توحدا، وذكُر قبل ذلك كله حب عميق للوطن العربي، وإيمان بوحدته التي تشهد عليها اللغة العربية بعراقتها وجذورها التي تحيي التاريخ في قلب كل عربي” وفي كلمة الدكتور يوسف نوفل أعرب عن سعادته واعتزازه بهذا التكريم الثقافي الذي يأتي بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة الذي يرعى الثقافة والعلوم والفنون والآداب عربيًا وإسلاميًا لا على مستوى الأفراد من العلماء والأدباء فحسب بل على مستوى الهيئات والمؤسسات والجامعات والمجامع اللغوية، وفي كلمة الأديب سمير الفيل جاء فيها: “وهاهو تكريم جديد من إمارة الشارقة، التي أعتز بها للغاية، فقد تلقيت دعوة للسفر إليها والمشاركة في المهرجان القرائي للطفل ٢٠١٤، حيث زرنا من خلاله المدارس المبنية على طرز عصرية حديثة وألقينا حكاياتنا وتفاعل معنا أطفال تلك المدارس …ويعني هذا التكريم امتدادًا لفكرة العطاء، ومنح المجتهد قدرًا من التكريم إضافة إلى عنصر مهم في رأيي هو التواصل الحضاري بين بقعتين متباعدتين على خريطة العالم العربي، يجمع بينهما عمق الحضارة، ويمثل لي هذا التكريم نوعًا من التربيت على الكتف، ومعنى الشكر على اجتهاد ما في الكتابة” وختامًا استمع الجمهور إلى كلمة الأديبة صفاء عبد المنعم التي حملت مشاعر الوفاء لزوجها الشاعر الراحل مجدي الجابري، واعتزازها بهذا التكريم الثقافي الذي يأتي تكليلًا لجهدها في الحياة الثقافية والاجتماعية فهي الأم والمعلمة تقول في كلمتها ” حميت التلاميذ أثناء ثورة يناير أخذتهم في حضني الواسع مثل دجاجة كبيرة تخاف على أفراخها الصغيرة، وأقمت لهم ورش الحكي والتدريب، لعشرة أعوام كاملة حتى المعاش”
وفي نهاية الحفل تم تكريم الأدباء الأربعة وسط تصفيق وفرحة الحضور.
من الجدير بالذكر ان بيت الشعر بالأقصر هو حلقة الوصل بين الإمارات والشارقة حيث يقوم يالاشراف عليه نخبة من كبار المثقفين والمبدعين المصريين وعلى رأسهم الشاعر الجميل الكبير أ/ حسين القباحي ..