مع استمرار الصراع في إثيوبيا.. تحذيرات أممية من “جرائم الحرب” وخبراء يكشفون السيناريوهات المحتملة
أعلنت الحكومة الإثيوبية، في الرابع من نوفمبر الجاري، بدء عملية عسكرية محدودة لإعادة السيطرة على إقليم تيجراي الواضع شمالي البلاد. بعد أن أمر آبي أحمد رئيس الوزراء، بشن ضربات جوية وإرسال قوات برية إلى الإقليم الذي يشهد توترات ازدادت حدتها خلال الفترة الماضية.
وأكد رئيس إقليم تيجراي، أن الضربات الجوية التي شنتها قوات الحكومة الاتحادية أدت إلى مقتل عدد لم يحدده من المدنيين في الأيام القليلة الماضية. وتعهد الدفاع عن شعبه حتى تدرك السلطات الاتحادية أنه “لا يمكن إخضاعنا بسكينهم”، بحسب وكالة “رويترز”.
وكشفت قوات الأمن ووسائل الإعلامي الحكومية عن مقتل المئات في الولاية الجبلية التي يعيش بها أكثر من خمسة ملايين. حيث تقصف الطائرات الاتحادية مستودعات الأسلحة فيما يحارب الجنود على الأرض.
وفي الأيام التي تلت ذلك، فرض آبي أحمد حالة طوارئ لمدة ستة أشهر على تيجراي، وأعلن أن الهيئة التشريعية باطلة ووافق على بديل مؤقت. مع احتدام القتال، وتم إغلاق شبكات الإنترنت والهاتف ورد أن المئات لقوا مصرعهم.
موعد انتهاء الصراع
وقالت الحكومة الإثيوبية، إن هجومها العسكري على زعماء إقليم تيجراي يسير بنجاح وسينتهي قريباً.
وأكد وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين: “نحن نسير على الطريق الصحيح كما هو مخطط”. وتوقع أن ينتهي الصراع “خلال فترة قصيرة جدا” على الرغم من أنه قوله بضرورة استعادة النظام والقبض على المجرمين قبل أن يصبح الحوار ممكناً.
تحذير أممي
ومن جهتها؛ حذرت الأمم المتحدة مما قالت إنه قد يرقى إلى “جرائم الحرب”. في إشارة إلى ما رصدته تقارير من عمليات قتل جماعي تعرض لها مدنيون في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا.
وطالبت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، بإجراء تحقيق استنادًا إلى تقارير تفيد بأن مئات الأشخاص تعرضوا للطعن حتى الموت في إحدى القرى.
واتهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بارتكاب مجزرة ضد مدنيين شمالي الإقليم الذي يشهد صراعا منذ الأسبوع الماضي.
وقال أبي أحمد إن القوات الفيدرالية الإثيوبية قد “حررت” الجزء الجنوبي من إقليم تيغراي. في “انتصار للمدنيين الأبرياء الذين تعرضوا لمذبحة وحشية في منطقة ماي-كادرا”.
واندلع قتال بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيغراي الأسبوع الماضي.
تصفية حسابات
فيما قالت الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن هناك عدة أطراف دخلت فى الصراعات بين إثيوبيا مؤخراً. وقد تشهد الأيام المقبلة زيادة حدة الصراعات بسبب تصفية الحسابات المنتظر الدخول فيها.
وأضافت أماني الطويل، أن هناك عدة سيناريوهات في انتظار الدولة الإثيوبية بعد دخول أطراف إقليمية في الحرب الحالية بين آبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، وقبائل التيجراى. مبينه: “التيجراى يحكمه جبهة ثورية بالإقليم، ولكن آبى أحمد لغى هذه الجبهة في السنوات الماضية وأنشأ حزب الازدهار. ودخل في صراعات سياسية مع التيجراى والتي تفكر حاليا في الانفصال عن إثيوبيا بالتحالف مع التجيراى المتواجدين في إرتريا. وقد نشهد دولة جديدة في إفريقيا بعد التحالف سويا والانفصال عن الدولتين”.
استمرار بناء سد النهضة
وفي السياق ذاته؛ قال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، إن الأمور حاليًا في إثيوبيا بالتزامن مع اندلاع صراعات كبيرة بين النظام وقبائل التيجراى. تتسم بقدر كبير من التعقيد.
وأضاف أن الواقع القبلي في إثيوبيا كان دائما ينذر بصدامات، وهذا ما يحدث حاليا. مشيرًا إلى أن هذه الصراعات التي اندلعت في إثيوبيا سيؤثر بشكل ليس بكبير على استمرار بناء سد النهضة.
وأوضح نائب وزير الخارجية الأسبق، أن السودان يشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب الأزمة الإثيوبية، التي أحدثت نزوح آلاف الإثيوبيين للأراضي السودانية. مردفاً: “السودان ماكنش ناقص مزيد من المشاكل، ويكفيه المشاكل التي سببتها له إثيوبيا نتيجة سد النهضة والفيضانات الأخيرة”.
وتابع: “السودان يمر بفترة انتقالية شديدة الخطورة بكل ملابساتها وتداعياتها، بجانب اتفاق جوبا مؤخراً. والوضع الاقتصادي المتأزم في السودان، لذلك لم يكن السودان ينتظر تحمل إضافة المزيد من الأعباء على أعباءه”.