صلاح الدين… البطل الذي نشأ في ظروف قاسية

صلاح الدين… البطل الذي نشأ في ظروف قاسية
ولد صلاح الدين الأيوبي في عام 1138م في مدينة تكريت بالعراق وكان ينحدر من أصول كردية بدأ حياته العسكرية في خدمة الدولة الفاطمية في مصر حيث أظهر براعة فائقة في القيادة والقتال مما لفت انتباه الخليفة الفاطمي العاضد الذي عينه وزيرا وقائدا للجيش.
وعلى الرغم من كونه كردي الأصل إلا أن صلاح الدين نجح في التفاعل مع مختلف الأطياف في المجتمع المصري فكان له دور كبير في تأسيس الدولة الأيوبية التي نمت بسرعة لتصبح واحدة من أعظم القوى في العالم الإسلامي.
وفي ظل التحديات التي واجهتها الأمة الإسلامية من جراء الحروب الصليبية ظهر صلاح الدين كأمل جديد للأمة ففي عام 1171م بعد وفاة الخليفة الفاطمي العاضد قام صلاح الدين بإنهاء حكم الفاطميين وبدأ بتأسيس دولة سنية قوية في مصر. وقد اتخذ إجراءات عدة لتوطيد حكمه مثل بناء قلعة صلاح الدين في القاهرة وتأسيس جيش قوي ومتعدد الأعراق.
إلا أن الاختبار الحقيقي لصلاح الدين جاء في مواجهة الصليبيين. ففي عام 1187م وبعد ستة عشر عاما من التحضير والعمل المستمر قاد صلاح الدين جيشه إلى انتصار تاريخي في معركة حطين ضد الصليبيين ليحقق واحدا من أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي هذا النصر لم يكن مجرد انتصار عسكري بل كان بمثابة بداية جديدة لاستعادة الأراضي المقدسة حيث تمكن صلاح الدين من استعادة مدينة القدس من أيدي الصليبيين وهو ما جعل منه رمزا عالميا للبطولة والعدالة.
كما لم يكن صلاح الدين مجرد قائد عسكري بارع بل كان أيضا قائدا سياسيا ودينيا حكيما فلقد استطاع أن يوحد الأمة الإسلامية في فترة كانت فيها ممزقة بين العديد من القوى المحلية والصراعات الداخلية. وعلى الرغم من كثرة التحديات والصعوبات التي واجهها إلا أن صلاح الدين حافظ على وحدة الأمة وأسس لمرحلة جديدة من القوة والتماسك السياسي.