شئون عالمية

تهديدات ترامب بضرب النووي الإيراني مجددا.. حرب نفسية ام محاولة للوصول لاتفاق جديد

 

في عالم تتصارع فيه القوى الكبرى على إعادة تشكيل خرائط النفوذ والتحكم في مسارات التاريخ تتجدد فصول الحرب النفسية بين الولايات المتحدة وإيران في مشهد يعكس محاولات كل طرف للحفاظ على هيبته ومكانته تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول إمكانية ضرب إيران مجددًا وردود المسؤولين الإيرانيين ليست سوى جزء من صراع أوسع على قواعد الاشتباك ورمزية الانتصار.

 

لكن خلف هذه التصريحات المتبادلة يقف العالم العربي في موقف المتفرج، مشلول الإرادة غارق في تراجعات حضارية عميقة، تتجلى في فواجع مثل ما يحدث في غزة وعجز النظام الدولي عن كبح جماح آلة التجويع والإبادة. المشهد برمّته يكشف عن غياب مشروع عربي جامع وعن فشل استراتيجي وثقافي في مواجهة سردية الهيمنة الغربية، وسط صمت مطبق وخسائر متراكمة.

 

وفي هذا السياق قال الدكتور حاتم الجوهري استاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية ان تصريحات دونالد ترامب عن إمكانية ضرب إيران مجددا تأتى في ظل الحرب النفسية بين البلدين، ومحاولة الوصول إلى نقطة توازن جديدة في العلاقات الاستراتيجية وقواعد الاشتباك بين البلدين، لتحافظ على كبرياء كل منهما دون أن تستفز الطرف الآخر.

بداية صرح عباس عراقجي في لقاء مؤخرا لإحدي قنوات التليفزيون الأمريكية (فوكس نيوز)، بأن المفاعلات النووية تضررت كثيرا جراء الضربة الأمريكية، وذلك حتى يرضي غرور دونالد ترامب في المعركة الداخلية التي اشتعلت حول التقديرات المخابراتية عن مدى نجاح الضربة من عدمه، وتضخيم ترامب لآثارها.
ومن جهة أخرى وحتى يؤكد عراقجي على الكبرياء الإيراني صرح بأن إيران لن تتنازل أبدا عن حقها في تخصيب اليوارانيوم وامتلاك القدرات التكنولوجية السلمية.
في هذا السياق صرح دونالد ترامب ردا على عباس عراقجي في منصة “تروث سوشيال” بأن أمريكا دمرت تماما القدرات النووية الإيرانية، وأن أمريكا قد تضرب إيران ثانية إذا عادوت أنشطتها النووية مجددا، من ثم نستطيع أن نفهم تصريح دونالد ترامب في سياق الحرب النفسية وصراع المكانة بين البلدين.

مع العلم أن الاحتمالات مفتوحة في الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى أمريكا بكل جهدها لكي تقيمه، لصالح المشروع الصهيوني وهيمنته عليه، لكن حقيقة تبقى المشكلة واضحة وضوح الشمس وهى وقوع العرب والمسلمين في منطقة رد الفعل، وغياب مشروع وسردية كبرى تجمعهم، وفق حدود دنيا، ومشتركات ثقافية جامعة.
ولا يمكنك أن تنسى حرب التجويع والإبادة والمدى الفظيع الذي وصلت له في قطاع غزة، وتفكيك الأبنية الأممية وعجزها عن مواجهة أمريكا وإسرائيل، نحن في حالة تراجع حضاري وهزيمة قاسية للغاية، والمشكلة عدم بروز مشروع بديل بعد.
أصبح مبلغ همنا متابعة التصريحات والتعليق عليها، لأننا أهملنا أكثر من ثلاثين عاما من الغيبوية، وعدم مواجهة المشروع الغربي وسرديته الثقافية للهيمنة على الشرق العربي والإسلامي، باسم الشرق الأوسط الجديد أو الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى