أخبارتقارير و تحقيقاتشئون عالمية

هل يتحوّل مؤتمر نيويورك إلى منصة ضاغطة أم مجرد إعلان رمزي؟

اعتراف مرتقب بفلسطين في الأمم المتحدة… خطوات دولية تعيد الأمل لحل الدولتين

 

كتبت: رانيا سمير
في خطوة دبلوماسية وُصفت بـ”التحول المحوري” في مسار القضية الفلسطينية، أعلنت 15 دولة، أمس، خلال ختام “مؤتمر الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين” المنعقد في نيويورك، عن استعدادها للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في سبتمبر.

ويأتي هذا الإعلان الجماعي تتويجًا للمؤتمر الدولي رفيع المستوى، الذي بادرت إليه فرنسا والمملكة العربية السعودية، وشهد مشاركة وزراء خارجية من مختلف القارات، باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة اللتين قاطعتا المؤتمر.

تسع دول تنضم لقائمة الاعتراف المنتظر

من بين الدول التي تعهدت بالاعتراف قريبًا بدولة فلسطين: أندورا، أستراليا، كندا، فنلندا، لوكسمبورج، مالطا، نيوزيلندا، البرتغال، وسان مارينو. وصدرت عن بعضها بيانات رسمية منفصلة، كان أبرزها تصريح رئيس وزراء مالطا، روبرت أبيلا، الذي أكد نية بلاده تنفيذ الاعتراف قريبًا.

كما انضم إلى التوقيع وزراء خارجية دول سبق أن اعترفت بفلسطين، مثل أيسلندا وإيرلندا وإسبانيا، مؤكدين التزامهم بإحياء عملية السلام على أسس راسخة تُفضي إلى دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية.

بريطانيا على الخط… بشروط

وفي تحرك لافت، أفاد مصدر بريطاني بأن رئيس الوزراء كير ستارمر أبلغ نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسبقًا بعزم حكومته على الاعتراف بفلسطين في سبتمبر، لكن ضمن شروط واضحة، أبرزها:

  • وقف إطلاق النار في غزة.
  • تعهد بعدم ضم أراضٍ جديدة في الضفة الغربية.
  • التزام بخارطة سلام تُفضي إلى حل الدولتين.

وأشار ستارمر إلى أن القرار “لا علاقة له بالضغوط الداخلية”، في إشارة إلى الانتقادات الواسعة التي طالته مؤخرًا عقب نشر صور ضحايا الحرب في غزة بوسائل الإعلام العالمية.

ترحيب عربي

رحبت السعودية والأردن بالبيان البريطاني، وأكدتا أنه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو العدالة والسلام، فيما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس القرار البريطاني “موقفًا تاريخيًا”، داعيًا بقية دول العالم للحذو حذوه.

إعلان نيويورك

اختتم المؤتمر بإعلان سياسي أُطلق عليه اسم “إعلان نيويورك”، تضمّن دعوة صريحة لإنهاء الحرب في غزة، ووقف كافة أشكال التصعيد، والعودة إلى عملية سياسية عادلة ومستدامة تقوم على أساس حل الدولتين، في ظل ضغوط دولية متزايدة لوقف المجازر بحق المدنيين.

إسرائيل تحت ضغط داخلي وخارجي

على الجانب الآخر، كشف بيان صادر عن منتدى للسياسة الخارجية الإسرائيلية يضم 18 سفيرًا سابقًا، عن تصاعد القلق من “الانهيار السياسي غير المسبوق” الذي تشهده إسرائيل.

وقال الموقعون، وبينهم أسماء دبلوماسية بارزة مثل جيريمي يسسخاروف وداني كارمون، إن الحكومة الإسرائيلية فشلت في إدارتها للملف السياسي والدبلوماسي، مطالبين بإنهاء الحرب، وإطلاق الرهائن، والانخراط في عملية سياسية جديدة.

وجاء في البيان:”لم يعد هذا مجرد خلط أوراق، بل انهيار كامل يهدد مكانة إسرائيل في المنطقة والعالم. استمرار الحرب وغياب الحل السياسي يعمّق العزلة ويؤجج المقاطعات.”

مشهد جديد يتشكل

وسط غياب الولايات المتحدة وإسرائيل عن المؤتمر، بدا أن العالم يُعيد رسم خريطة التوازن في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يُتوقع أن يشهد شهر سبتمبر المقبل تحولًا كبيرًا في الاعتراف الدولي بفلسطين، يُعيد القضية إلى واجهة المجتمع الدولي بعد سنوات من الجمود.

في انتظار ما ستسفر عنه جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تترقب الشعوب والمنظمات الحقوقية ما إذا كانت هذه الموجة من الاعترافات ستكون بداية مسار سياسي حقيقي ينهي أطول احتلال في التاريخ المعاصر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى