بعد زيارة السيسي لليونان.. تقارب جديد بين أثينا والقاهرة وخبراء: سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد
أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالصداقة القوية والممتدة بين مصر واليونان، والمستوى المتقدم الذي وصلت إليه على مختلف المستويات خلال الفترة الأخيرة. حسبما أفاد بيان للرئاسة المصرية.
وجاءت تصريحات السيسي خلال كلمته في جلسة محادثات مع الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو خلال زيارته الحالية لليونان.
اتفاقية ترسيم الحدود
وأكد الرئيس أن الاتفاق المصري اليوناني بشأن ترسيم الحدود البحرية دليل على العلاقات الطيبة بين البلدين.
وفي أغسطس / آب، وقعت مصر واليونان اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية يقضي بإنشاء منطقة اقتصادية خالصة بين البلدين، والتي، وفقًا لوزير الخارجية المصري سامح شكري “تسمح لمصر واليونان بالمضي قدمًا في تعظيم الفوائد من الثروات المتاحة في الاقتصاد الحصري، ولا سيما احتياطيات الغاز والنفط الواعدة “.
وصرح ساكيلاروبولو أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مهمة ليس فقط لمصر واليونان، ولكن أيضًا للمنطقة بأكملها.
محادثات مصرية يونانية
وقالت إن المحادثات المصرية اليونانية من المقرر أن تتناول التصعيد التركي والانتهاكات المستمرة في المنطقة.
كما أعرب الرئيس المصري خلال المؤتمر الصحفي، عن تطلع مصر إلى تعميق وتقوية الصداقة خاصةً على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال زيادة الاستثمارات اليونانية في مصر.
كما أعرب عن تقدير مصر للاستقبال اليوناني الحار خلال زيارته التي تأتي في المرتبة الثالثة خلال خمس سنوات، وحضر اللقاء شكري ونظيره اليوناني نيكوس ديندياس.
وأكد ساكيلاروبولو حرص اليونان على تعزيز العلاقات مع مصر في كافة المجالات.
وعبرت عن تقدير اليونان لمصر على الصعيدين الرسمي والشعبي واعتزازها بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين.
دعم مصر لليونان
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن هذه الروابط التاريخية تتمثل في وجود جاليات مصرية ويونانية كبيرة في كلا البلدين.
كما أعربت ساكلاروبولو عن خالص تقديرها لمواقف مصر الداعمة للقضايا اليونانية على مختلف المستويات، مضيفة أن “تلك المواقف تنبع من الدور القيادي الرصين لمصر في المنطقة” التي تحظى باحترام المجتمع الدولي بأسره.
وقال راضي إن الاجتماع تناول عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، وتحقيق التعايش بين الأديان، ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة في المنطقة.
وأشار راضي إلى أن الرئيسين تبادلا الآراء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث استعرض السيسي جهود مصر في هذا الصدد خلال السنوات الماضية.
وبخصوص العمليات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في مختلف البلدان، أوضحت ساكيلاروبولو خلال الاجتماع، أن “القيم الدينية لا علاقة لها بالتطرف والعنف”.
وأوضح المتحدث الرئاسي أنه تم الاتفاق على تكثيف تبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين لمواجهة التحديات التي تمثلها هذه الظاهرة العابرة للحدود.
وفي نهاية اللقاء، منحت الرئيسة اليونانية السيسي أعلى وأقدم ميدالية في اليونان، ومُنحت ساكيلاروبولو قلادة النيل.
رسائل هامة
ومن جهته؛ أشاد النائب عبدالرحيم كمال عضو مجلس الشيوخ، بكلمه الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي، الذي عقد اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك في إطار زيارة الرئيس الرسمية للعاصمة اليونانية أثينا، مؤكداً أن الرئيس السيسي بعث مجموعة من الرسائل المهمة والتي جاء علي رأسها أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا يجوز ربطها بأي دين أو حضارة أو منطقة جغرافية، وتأكيده علي ضرورة التصدي للدول الداعمة للإرهاب ومحاسبة الأنظمة التي تنتهك قرارات مجلس الأمن.
وأضاف “كمال”، في بيان له اليوم، أن السياسة الخارجية لمصر فى عهد الرئيس السيسي تعددت أدوارها التاريخية والمحورية تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية، وأصبح لمصر دورها المحوري والرائد على مختلف الأصعدة السياسية، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية اليونانية حظيت خلال السنوات الأخيرة بقدر كبير من الاهتمام من جانب قيادات الدولتين في ضوء تعدد القضايا ذات الاهتمام المشترك وتشعب مجالات التعاون الثنائي سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وهو ما يمكن اعتباره نموذجًا ناجحًا ومثالًا يحتذى به في مجال العلاقات الدولية بين دول متقاربة بل متطابقة في الأهداف والمصالح.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلي أن تقديم كاترينا ساكيلاروبولو، رئيسة اليونان، للرئيس السيسي وسام “جالانترى” وهو أعلى وأقدم وسام شرف فى اليونان، يعد تكريماً لما تقدمه مصر على جميع الأصعدة بالمنطقة بفضل القيادة المتميزة للرئيس السيسي.
تأثير إيجابي على الاقتصاد
وفي السياق ذاته؛ أكد النائب محمد سعيد الدابي، عضو مجلس الشيوخ وأمين تنظيم حزب الشعب الجمهوري، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الجارية إلى اليونان، تأتي في توقيت حساس ودقيق للغاية، كما أنها تؤكد على عدد من الرسائل أهمها التأكيد على البعد المتوسطي في السياسة الخارجية المصرية، حيث أصبحت ساحة المتوسط ضمن دوائر السياسة الخارجية لمصر خاصة في أعقاب ثورة 30 يونيو واكتشاف حقل ظهر عام 2015.
وأضاف «الدابي»، في بيان له اليوم، أن الرئيس السيسي أدرك أهمية منطقة المتوسط مبكرًا كجزء من مجالات الأمن القومي المصري وعليه فقد عمل على تعزيز العلاقة مع اليونان وقبرص، وقد مثل إنعقاد القمة الأولى بينهما في نوفمبر 2014، أي بعد نحو 5 أشهر من وصول السيسي لرئاسة مصر، ما يدل عن أن القيادة السياسية كانت تنظر لمنطقة المتوسط على اعتبار أنها مجالًا حيويًا لتأمين مصالحها.
وتابع، «الرئيس السيسى دائما يسعى لتعزيز العلاقات المختلفة بين جميع الدول لتوفير مزيد من التعاون المشترك بين مصر والبلاد المختلفة»، لافتًا إلى أن الزيارة سيكون لها تأثير إيجابى على الاقتصاد المصرى فضلا عن تبادل الخبرات المختلفة بين البلدين التى تجعل مصر قادرة على إنتاج أفضل المنتجات ذات جودة ممتازة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلي أن هذه الزيارة تأتي للتأكيد على ثوابت البلدين تجاه عدد من القضايا سواء ما يرتبط باستغلال ثروات الغاز وتأمين حقوق البلدين في منطقة شرق المتوسط، خاصة في ظل مواصلة تركيا أعمالها العدائية والاستفزازية وانتهاكها المستمر للمياه الإقليمية اليونانية عبر التنقيب غير المشروع عن الغاز، ما يعني أن البلدين في حاجة لتنسيق الجهود بينهما بما يزيد من عزلة أنقرة في المتوسط، خاصة في ظل مساعي الدول الأوروبية وفي مقدمتهم اليونان وقبرص لتوحيد الجهود الأوروبية للمضي قدمًا في فرض عقوبات صارمة ومؤلمة على تركيا.