تقارير و تحقيقات

الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة يتحدث عن حقيقة الوقوع في الحب من أول نظرة

دعاء رحيل

الحب حالة  يمر بها معظم الناس ،هو عبارة عن مجموعة من المشاع تشعر بها تجاه شخص ما وتنجذب اليه   ، هناك مصطلحات كثيرة مرتبطة بحالة الحب منها الحب الأول ، الحب من أول نظرة ،وفي هذا السياق قامت صوت الأمة العربية” بحوار مع الدكتور عاصم حجازي  أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة حول معرفة هل الحب من أول نظرة حقيقة أم خيال

دعاء رحيل

 

ما تفسير عملية الوقوع في الحب؟

الوقوع في الحب  هو في الأساس عملية انتباه انتقائي لصفة بارزة في المحبوب , ويعبر عنها في علم النفس باسم المثير وحينما يلفت هذا المثير انتباه الفرد فإنه يطغى على غيره من المثيرات وبالتالي فإن الشخص حينما يقع في الحب لا يرى في المحبوب عيوبه التي يراها فيه الآخرون لأن الصفة التي أحبه من أجلها تكون أكثر بروزا ووضوحا في ذهنه عن باقي الصفات.

وفي بعض الحالات قد يكون  الوقوع في الحب بسبب شعور المحب بنقص , وحينما يجد من يعوضه عن ذلك النقص فإنه يرتبط به عاطفيا , وهنا يكون الانتباه الانتقائي الذي تحدثنا عنه موجها أو مقصودا من المحب بحيث يوجه انتباهه بإرادته إلى الصفة التي تعوض نقصه والتي تكون موجودة في المحبوب.

وفي بعض الحالات أيضا يكون الدافع للوقوع في الحب هو الرغبة في التملك , والرغبة في السيطرة , ويكون هذا النوع من الحب موجها للأشخاص ذوي المكانة والقبول الاجتماعي .

كيفية الوقوع في الحب من أول نظرة؟

الحب من أول نظرة يعتمد على قوة المثير وشدته فكلما كانت الصفة المثيرة للانتباه لدى المحبوب قوية وبارزة وواضحة كلما كان الوقوع في الحب أسرع , وإذا حدث ذلك في أول رؤية للمحبوب فإنه يسمى الحب من أول نظرة.

مدى تصديق الناس لفكرة الحب من أول نظرة؟

أعتقد أن الواقع يؤيد ذلك , حيث توجد الكثير من الدلائل التي تؤكد حدوث ذلك , وهو شيء يؤيده العلم كما ذكرنا , فقط الأمر يعتمد على شدة المثير , فإذا تعرض الفرد لمثيرات قوية تجذبه نحو المحبوب من أول نظرة , فإنه بلا شك ستتحول مشاعره من عدم الاهتمام إلى الاهتمام الحب.

هل الحب من أول نظرة موجود خيال أم حقيقة ؟

بالطبع موجود فعلا , ولكن استمراره يعتمد على استمرار شدة المثير وقوته , فحينما يبدأ المثير في الضعف وتقوى على الجانب الآخر مثيرات مضادة أو غير مرغوبة يبدأ الشعور بالحب في الذوبان, لذلك دائما ما نوجه إلى أن الاهتمام بالصفات الخلقية والطباع والأسلوب هو الأهم لأن هذه الصفات أكثر ثباتا من الصفات الجسمية , وبالتالي فإن عمر الحب إذا كانت هذه الصفات هي التي أثارته يكون أطول من عمر الحب القائم على المثيرات المرتبطة بالشكل والمظهر , لأن هذه الأخيرة سرعان ما تتلاشى وتضعف وتبرز أمامها مظاهر الضعف والوهن فيضعف بالتالي الشعور بالحب.

هل الحب الأول كما يقال لا ينسى؟

كما ذكرنا إذا ظل المثير محتفظا بقوته ووضوحه فإن الشعور بالحب يظل كما هو , أما إذا ضعف المثير أو ظهر مثير آخر أقوى منه فإنه ينتهي ويزول.

كيف يمكن التعافي من صدمة الحب الأولى ؟

كثير من الشباب يقع في الحب ولكن لسبب ما لا يستطيع الارتباط بمن يحب ,وهنا يجب أن يساعد الفرد نفسه على التخلص من هذا الشعور لكي يستطيع إكمال حياته مع شريك آخر, ويكون ذلك بمراعاة الابتعاد التام عن المثير أي المحبوب , وعدم الاهتمام بمتابعة أخباره , والابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي تحمل ذكريات مشتركة بينهما , كما يجب أيضا أن ينظر إلى الأمور نظرة عقلانية متجردة فينظر إلى المميزات والعيوب , ويعمل على إقناع نفسه بأن محبوبه لا يحتكر كل المميزات بل إن غيره يمتاز بأشياء لا توجد لديه , وشيئا فشيئا سيصبح الأمر عاديا ولكن بشرط عدم التفكير مطلقا في الأمر, والانشغال في حياته الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى